كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة

قد تلاحظ بعض السيدات ظهور تكتل في الثدي أثناء الرضاعة. في كثير من الأحيان تزول هذه التكتلات من تلقاء نفسها. فيما تسبب بعض الكتل أعراضاً مزعجة وتتطلب استشارة الطبيب. ما هي أسباب ظهور كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة وكيف يمكن علاج مثل هذه الكتل، هذا ما سنناقشه في هذا المقال.

هل يعتبر ظهور كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة أمراً طبيعياً؟

يعتبر ظهور كتلة في الثدي أثناء الرضاعة أمراً طبيعياً وكثير الشيوع لدى الأمهات. ولكن لا ينبغي تجاهل أي كتلة تظهر فجأة في جميع الأحوال. قد تشعر الأم بقساوة أو صلابة في الثديين بعد الولادة بأيام قليلة، وذلك بسبب امتلاء الثديين بالحليب مما يسبب احتقانهما. قد تشعر الأم أيضاً بوجود كتل متعددة في الثدي، لكنها في الغالب تنجم عن انسداد القنوات التي تفرغ حليب الثدي، والتي ستختفي في غضون أيام قليلة. ومع ذلك، إذا لم تختفي الكتل في غضون أسبوع أو أسبوعين، يجب مراجعة الطبيب المختص.

أسباب ظهور كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة

هناك العديد من الأسباب المحتملة لظهور كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة. فيما يلي أهم أسباب هذه الكتل:

احتقان الثدي

يحدث الاحتقان عندما تمتلئ أنسجة الثدي بالحليب والدم والسوائل الأخرى. يؤدي هذا إلى الشعور بالامتلاء الشديد في الثدي، حيث يصبح قاسياً ومؤلماً ويتغير شكل حلمة الثدي فتبدو مسطحة ومشدودة.

وعادةً ما يحدث احتقان الثدي عندما لا يتغذى الرضيع بشكل جيد، فيتراكم الحليب في الثدي مسبباً احتقاناً شديداً. وقد يحدث الاحتقان في الثدي في أي وقت أثناء الرضاعة الطبيعية، وغالباً ما يكون مؤقتاً ويزول عندما يتناسب إنتاج حليب الثدي مع حاجات الرضيع.

كيف يمكن علاج احتقان الثدي؟

أفضل طريقة للتخلص من احتقان الثدي ومنع حدوثه، هي أن تقوم الأم بإرضاع الطفل بشكل متكرر منذ الولادة ، ما لا يقل عن 8 إلى 12 رضعة على الأقل في الـ 24 ساعة الأولى. قد يساعد أيضاً الحمام الدافئ قبل الرضاعة على تحسين تدفق الحليب من الثدي. تنصح الأم المرضع أيضاً بإجراء تدليك لطيف للثدي أثناء الرضاعة باتجاه الحلمة لتخفيف احتقان الحليب والمساعدة على تدفقه. إذا استمر الاحتقان والألم في الثدي يجب استشارة الطبيب.

التهاب الثدي

إذا لم يعالج احتقان الثدي قد يسبب حدوث التهاباً في الثدي. وقد ينجم التهاب الثدي أيضاً عن انسداد الأقنية ضمن الثدي، او عن الإصابة بعدوى ما. وتتضمن أعراض التهاب الثدي ما يلي:

احمرار في الثدي. كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة. زيادة حساسية الثدي للألم أو الضغط. حمى قد تصل إلى 101 درجة فهرنهايت (38.3 درجة مئوية) أو أعلى.

وبالرغم من أنّ التهاب الثدي شائع، إلا أنه يمكن أن يكون خطيراً إذا تُرك دون علاج. ويجب على المرأة مراجعة الطبيب لتلقي العلاج إذا كنت تشك في حدوث التهاب الثدي.

اقرأ أيضا:  الأمهات والرضاعة والوزن المثالي

انسداد القنوات التي تفرغ الحليب

الكتل الناجمة عن انسداد اقنية الثدي هي مشكلة شائعة لدى الأمهات المرضعات. قد يكون هذا الانسداد في الأقنية مجهول السبب. وقد تساهم العديد من العوامل في حدوث هذا الانسداد مثل:

  • ارتداء الملابس الضيقة.
  • وجود فترة طويلة بين الرضعات.
  • عدم تصريف الحليب بشكل كافٍ، لكون الطفل لا يرضع بشكل جيد.

وتشمل أعراض انسداد القنوات المفرغة للحليب:

  • زيادة حساسية الثدي.
  • ظهور نفاطة أو بثرة بلون أبيض على الحلمة.
  • كتلة في الثدي لا يتجاوز حجمها حجم حبة الخوخ.

خراج الثدي

الخراج هو تورم مؤلم ومنتفخ في الثدي . يمكن أن يتطور إذا لم يتم علاج التهاب الثدي أو الاحتقان الشديد بسرعة أو بشكل صحيح. ونادراً ما يحدث خراج الثدي عند الأمهات المرضعات.

يؤدي تشكل خراج الثدي إلى ظهور كتلة في الثدي، ممتلئة بالقيح، مؤلمة وخاصةً عند اللمس . ويكون الجلد حول الخراج أحمر اللون وساخن عند لمسه. قد تحدث أيضاً حمى وأعراض تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا عند حدوث الخراج.

تساعد الأمواج فوق الصوتية في تشخيص الخراج. ويتطلب عناية طبية فورية، حيث تحتاج بعض الحالات إلى جراحة لتفريغ الخراج.

كيسات الثدي

أو الكيسات الاحتباسية في الثدي، وهي أيضاً كثيرة الشيوع عند المرضعات. وغالباً تحدث هذا الكيسات بعد التوقف عن الرضاعة واحتباس الحليب ضمن أقنية الثدي. قد تكون هذه الكيسات على شكل عقد متعددة في كلا الثديين، وليس من الضرورة أن تسبب ألم لكن يمكن تكون مزعجة جداً او تسبب شعوراً غير مريح.

يؤدي تدليك هذه الكيسة إلى خروج محتوياتها من الحليب. ويتم تشخيص كيسات الثدي عادةً باستخدام الأمواج فوق الصوتية. وتتراجع هذه الكيسات في معظم الحالات بشكل تلقائي.

التهاب العقد اللمفية في الإبط

قد تشعر المرأة المرضع بالألم بسبب العقد الليمفاوية المنتفخة أو المؤلمة أو المتضخمة تحت أحد الذراعين أو كليهما. تمتد أنسجة الثدي إلى الإبط، لذا قد يلاحظ تورم في العقدة الليمفاوية نتيجة احتقان أو عدوى ما، مثل التهاب الثدي.

سرطان الثدي

في حالات نادرة جداً قد يحدث سرطان الثدي لدى المرضعات. وعادةً تكون الأورام السرطانية في الثدي غير مؤلمة، لكنها في بعض الأحيان قد تضغط على نسيج الثدي وتسبب ألماً أثناء الرضاعة ولا يتراجع هذا الألم من تلقاء نفسه. قد تسبب الكتلة السرطانية ايضاً خروج مفرزات غير الحليب من الحلمة، احمرار أو تقشر جلد الثدي، انسحاب حلمة الثدي نحو الداخل.

ليس بالضرورة أنّ تكون الإصابة بهذه الأعراض بالضرورة تدل على أنّ الأم مصابة بسرطان الثدي. لكن يجب مراجعة الطبيب في جميع الأحوال لإجراء الاختبارات وتحديد التشخيص والعلاج المناسب.

اقرأ أيضا:  السمسم والزنجبيل لعلاج اضطرابات وآلام الدورة الشهرية

الورم الغدي الليفي

قد تكون احد أسباب ظهور كتلة في الثدي مؤلمة اثناء الرضاعة هو الورم الغدي الليفي. وهو ورم حميد أكثر شيوعاً عند النساء بين 15 و 30 سنة. وهو ورم في غدة الثدي والأنسجة الليفية. على عكس بعض تورمات الثدي التي تأتي وتذهب وفقاً للدورة الشهرية، لا يختفي الورم الغدي الليفي بعد الدورة الشهرية. ونادراً ما يحدث عند النساء في سن اليأس.

النخر الشحمي في الثدي

قد يصاب النسيج الشحمي في الثدي بالنخر نتيجة عدوى أو التهاب ما، مما يسبب تشكل كتلة مؤلمة في الثدي. وهي ليست حالة خطيرة، لكنها تتطلب العلاج إذا استمرت لفترة طويلة.

هل يمكن الاستمرار في الرضاعة عند ظهور كتلة في الثدي؟

في معظم الحالات، يكون ذلك ممكناً ويجب على الأم المرضع الاستمرار في الرضاعة الطبيعية. إذا كان سبب الكتلة هو انسداد القنوات المفرغة للحليب، يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية في التخلص من هذا الانسداد.
إذا كانت الرضاعة الطبيعية مؤلمة للثدي المصاب، تنصح المرضع بمحاولة ضخ حليب الثدي. حيث لا يشكل حليب الثدي أي خطر على الطفل.

طرق تشخيص كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة

أكثر الطرق استخداماً لتشخيص سبب ظهور كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة هي التصوير بالأمواج فوق الصوتية. يمكن أيضاً إجراء شفط بواسطة إبرة رفيعة لمحتويات الكتلة لتحديد ماهية هذه المحتويات.
إذا لم تساعد هذه الطرق على تشخيص سبب الكتلة قد يلجأ الطبيب لاستخدام طرق أخرى مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية Mammography، او أخذ خزعة من نسيج الثدي لفحصها تحت المجهر.

طرق علاج كتلة في الثدي مؤلمة أثناء الرضاعة

لا تحتاج جميع كتل الثدي المؤلمة أثناء الرضاعة إلى علاج، فالورم الغدي الليفي لا يتطلب أي علاج ولا يسبب أي ضرر. والكتل التي تحدث بسبب الرض أيضاً تشفى تلقائياً مع الوقت.

أما في الحالات الأخرى فيجب اتخاذ بعض الإجراءات العلاجية تبعاً لكل حالة، مثل:

  • البزل أو الشفط بإبرة رفيعة: وهو إجراء بسيط لا يأخذ الكثير من الوقت ويستخدم في حالات الخراج أو الكيسات في الثدي حيث يتم بزل وإفراغ محتواها للحد من الألم وتسريع عملية الشفاء.
  • المضادات الحيوية: في حالة وجود التهاب في نسيج الثدي تستخدم المضادات الحيوية لعلاجه والحد من أعراضه.
  • استئصال الكتلة: ويتم اللجوء إلى استئصال الكتلة عند الشك بخباثتها.
  • استئصال الثدي: وهي عملية استئصال جزئي أو تام لنسيج الثدي في حال اصابته بالسرطان.
  • العلاج الشعاعي: ويستخدم في الكتل السرطانية التي يمكن شفاؤها بالأشعة تبعاً لامتدادها ودرجتها.
  • العلاج الكيميائي: إذا ما تم التأكد من أن الكتلة سرطانية فإن الطبيب قد يلجأ للعلاج الكيميائي لمعالجتها.
المصادر
Lump in Breast during BreastfeedingCauses of breast lumps in breastfeeding women and how to deal with itBreastfeeding? That Hot, Hard, Painful Lump in Your Breast Might Be an Abscess

مقالات ذات صلة