غرغرينا القدم السكري

تعتبر غرغرينا القدم السكري أحد أكثر مضاعفات الداء السكري خطورة. والغرغرينا أو الموات Gangrene مصطلح طبّي يشير إلى تموت أنسجة الجسم، إما نتيجة نقص التروية الدموية الواصلة إليها، أو نتيجة إصابة الجلد والأنسجة الرخوة بعدوى جرثومية خطيرة.

وأكثر ما تصيب الغرغرينا الأطراف وأصابع اليدين والقدمين. وبشكل أقل شيوعاً، قد تحدث الغرغرينا في العضلات والأحشاء.

وتزداد خطورة حدوث الغرغرينا في حال الإصابة بالأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية وتضعف التروية وخاصة في الأطراف، مثل الداء السكري، التصلب العصيدي، والقصور الكلوي.

فما علاقة الغرغرينا بالداء السكري، وكيف يمكن علاج غرغرينا القدم السكري، وما هي طرق الوقاية من حدوثها؟

كيف تحدث غرغرينا القدم السكري؟

القدم السكري Diabetic foot أحد اختلاطات الداء السكري الناجمة عن الاعتلال العصبي Neuropathy، حيث تصبح قدم المريض السكري معرضة للإصابة بالعدوى وحدوث التقرحات. وتعتبر القدم السكري اختلاط شائع الحدوث عند مرضى الداء السكري غير المضبوط.

وتسبب القدم السكري العديد من الاضطرابات كلها تنجم عن ارتفاع مستويات السكر في الدم التي تسبب حدوث اعتلال الأعصاب المحيطية أو تلف الأعصاب.

كما تسبب أيضاً تصلب في جدران الأوعية الدموية وبالتالي تعيق جريان الدم وتسبب نقص تروية دموية، وبالتالي نقص وصول الأوكسجين إلى القدمين، الأمر الذي قد يصل إلى حدوث تموت في الأنسجة الموجودة.

تعتبر هذه العوامل هي المسببات الرئيسية لحدوث غرغرينا القدم السكري أخطر درجات القدم السكري.

وتصنف الإصابة بالقدم السكري إلى خمس درجات:
• الدرجة 0: يكون جلد القدم سليم.
• الدرجة 1: قرحة سطحية.
• الدرجة 2: قرحة أعمق من قرحة الدرجة الأولى.
• الدرجة 3: خراج عميق أو إصابة العظام (التهاب العظم والنقي).
• الدرجة 4: غرغرينا مقدمة القدم.
• الدرجة 5: غرغرينا تصل حتى الكعب وظهر القدم.

غرغرينا القدم السكري

ما هي أعراض غرغرينا القدم السكري؟

تشمل أعراض غرغرينا القدم السكري ما يلي:

• تورم في القدم المصابة، وتغير لون الجلد حسب نوع الغرغرينا، من الشحوب إلى الازرقاق، أو قد يصبح أحمر اللون ليتغير إلى البني أو الأسود فيما بعد.
• ألم شديد ومفاجىء مكان الإصابة يتبعه شعور بالخدر والتنميل، ليتم فقدان الإحساس في نهاية الأمر.
• بثور مملوءة بسائل، أو تقرحات تسبب نزف أو خروج مفرزات قيحية كريهة الرائحة.
• يكون الجلد مكان الإصابة رقيق ولامع وخالٍ من الأشعار.
• تكون الحدود واضحة بين المناطق المصابة والسليمة.

ما هي أنواع الغرغرينا؟

هناك عدة أنواع للغرغرينا، لكن أكثر الأنواع ارتباطاً بحدوث غرغرينا القدم السكري هي:


الغرغرينا الجافة: الناجمة عن أي حالة مرضية تسبب نقص التروية، مثل الداء السكري، تصلب الشرايين، أو عضة الصقيع.
الغرغرينا الرطبة: السبب الرئيسي لحدوثها هي الإصابة بالخمج أو العدوى.

اقرأ أيضا:  أعراض خفيفة لمرض السكر قد لا تنتبه لها

الغرغرينا الجافة:

تتطور ببطء، وتنتج عن ضعف تدفق الدم إلى الأطراف، خاصة أصابع القدمين. وبالتالي عدم حصول هذه المناطق على كفايتها من الأوكسجين، ويؤدي ذلك إلى تنخر ثم تموت الأنسجة في النهاية.

تحدث غرغرينا القدم السكري الجافة عند مرضى الداء السكري النمط 1 أو السكري النمط 2. في كلا النمطين، يؤدي عدم ضبط مستويات السكر أي ارتفاع مستوى السكر في الدم على المدى الطويل إلى إتلاف الشرايين الصغيرة والأوعية الدموية التي تغذي الأجزاء الطرفية من الجسم مثل أصابع اليدين والقدمين. هذا يؤدي إلى إعاقة وإبطاء تدفق الدم وفي النهاية حدوث الغرغرينا.

ويكون جلد القدم المصابة بارد، جاف ومنكمش، وغير مؤلم ويتراوح لونه من البني إلى الأسود، مع عدم وجود نز من مكان الإصابة أو مفرزات قيحية، ومن هنا جاءت تسميتها بالغرغرينا الجافة، وهي عادةً لا تترافق بوجود عدوى أو خمج.

الغرغرينا الرطبة:

أخطر أنواع الغرغرينا، لأنها تسبب الموت خلال ساعات أو أيام قليلة إذا تركت دون علاج. وتحدث الغرغرينا القدم السكري الرطبة عند الإصابة بالخمج أو العدوى الجرثومية، وتغزو الجراثيم الأنسجة العميقة للقدم وذلك في موضع الإصابة بالتقرحات في القدم، أو بعد الإصابة بالحروق أو عضات البرد. يحدث تورم شديد مكان الإصابة نتيجة إطلاق الجراثيم للغازات والمواد السامة.

يؤدي ذلك إلى انقطاع التروية الدموية عن القدم المصابة، حيث لا تستطيع خلايا الجهاز المناعي (كريات الدم البيضاء) الوصول لمكان الإصابة عبر الأوعية الدموية.

علاوةً على ذلك، يعتبر هذا النوع من الغرغرينا أكثر خطورة على مرضى السكري الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، لأن أجسامهم أقل قدرة على محاربة البكتيريا والفيروسات وأنواع العدوى الأخرى.
تنتشر الغرغرينا الرطبة بسرعة أكبر من الغرغرينا الجافة، مؤدية لحدوث اختلاطات مهددة للحياة مثل الصدمة الإنتانية، إذا لم يتم علاجها على الفور.

تبدو القدم المصابة بالغرغرينا الرطبة رقيقة الجلد، سوداء اللون، مع وجود بثور مملوءة بالقيح أو تقرحات تفرز قيح كريه الرائحة، ويترافق ذلك مع آلام شديدة مكان الإصابة.

كيف يتم تشخيص غرغرينا القدم السكري؟

يعتمد تشخيص الغرغرينا بشكل عام على الدراسة الجيدة للسوابق المرضية للمريض وتحري وجود أي حالة مرضية قد تسبب الغرغرينا، مثل الداء السكري، أو ارتفاع الكوليسترول، أو التعرض لحادث ما، أو الإصابة بالحروق.

بعد ذلك يتم إجراء فحص سريري دقيق لمنطقة الإصابة من ثم إجراء الفحوص المخبرية اللازمة.
يظهر الفحص السريري تغير لون المنطقة المصابة. يلاحظ في حالة الغرغرينا الجافة مظهر جاف وبارد وأسود للطرف المصاب.

اقرأ أيضا:  5 نصائح للسيطرة على مرض السكري

من ناحية أخرى، يلاحظ في حالة الغرغرينا الرطبة انتفاخ الطرف أو المنطقة المصابة، وهذا دليل على تجمع الغازات والقيح كريه الرائحة.

وتشمل الفحوص المخبرية التي تجرى في هذه الحالات:

فحص الدم: لتحري مستوى سكر الدم بشكل خاص. قد يظهر فحص الدم ارتفاعاً في نسبة خلايا الدم البيضاء دلالة على الإصابة بالعدوى.


فحص القيح: يجب أخذ عينة من القيح في الغرغرينا الرطبة وفحصها لتحديد الجراثيم المسببة للعدوى واختيار المضادات الحيوية المناسبة.
زرع الدم: بهدف تحري وجود أي انتشار أو نمو للجراثيم المسببة للغرغرينا في الدم.

التصوير الشعاعي: بما في ذلك التصوير الشعاعي البسيط، والطبقي المحوري، والرنين المغناطيسي، وتصوير الأوعية. يساعد ذلك في كشف وجود أي انسداد في الأوعية الدموية، وتحديد نطاق الإصابة بشكل دقيق.

كيف يتم علاج غرغرينا القدم السكري؟

من المهم أن يكون هناك معرفة جيدة بعلامات الغرغرينا حتى يمكن علاجها في أسرع وقت. والخطوة الأولى للعلاج هي الاستشفاء أي العلاج ضمن المستشفى.

في الحالات الشديدة من الغرغرينا بعد إجراء تنضير أو إزالة النسج المتنخرة، قد يكون الحل الوحيد لإيقاف انتشار الإصابة هو البتر. قد يتم إنقاذ بقية القدم ببتر المنطقة المصابة بالغرغرينا منها فقط. أصابع القدم هي أول ما يتم بتره، وإذا لم يتوقف انتشار العدوى، فإنّ كامل القدم قد يتعين بترها جراحياً.

تشمل الطرق الأخرى لعلاج الحالات الأقل خطورة ما يلي:

الجراحة: يمكن علاج غرغرينا القدم السكري عن طريق إعادة تصنيع الأوعية الدموية التالفة.
المضادات الحيوية: حسب نتيجة الزرع الجرثومي.
العلاج بالأوكسجين عالي الضغط: يساعد تطبيقه فوق منطقة الإصابة في تسريع الشفاء.
العلاج باليرقات: أحد الطرق المتبعة لعلاج غرغرينا القدم السكري، ثبت أنه فعال للغاية حيث تأكل اليرقات النسيج الميت وتطلق بكتيريا تساعد في التخلص الإفرازات القيحية وتوقف انتشار العدوى.

ما هي طرق الوقاية من حدوث غرغرينا القدم السكري؟

تشمل التدابير الوقائية الرئيسية ما يلي:

• المراقبة المستمرة لسكر الدم، وضبط سكر الدم ضمن المستويات الطبيعية.
• ينبغي على مرضى السكري فحص أقدامهم بأنفسهم بشكل يومي، بحثاً عن أي إصابات أو التهابات طفيفة التي ربما لم يتمكنوا من الشعور بها.
• العناية الكافية بالقدم، يجب الحفاظ على نظافة القدم وإبقاؤها دافئة وجافة، وإراحة الأقدام كثيراً.
• اختيار الأحذية المناسبة، وتجنب لبس الأحذية الضيقة أو ذات الكعب العالي. يمكن استخدام نعال الأحذية الخاصة بمرضى السكري.

• طلب المشورة الطبيّة على الفور، في حال ملاحظة أي تغيرات غير طبيعية في جلد القدم.

المصادر
Diabetes and gangreneGangreneGangrene

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *