التهاب المسالك البولية والجماع عند الرجال
لاحظت العديد من الدراسات وجود علاقة بين التهاب المسالك البولية والجماع. وهو ما قد يثير القلق بين الأزواج أو يؤثر على علاقتهم الزوجية خوفاً من انتقال العدوى بينهم.
التهاب المسالك البولية هو التهاب جرثومي قد يحدث في أي جزء من الجهاز البولي. لكنه أشيع ما يكون في المثانة. فيما يكون أكثر شيوعاً عند النساء من الرجال بنسبة قد تصل إلى ثمانية أضعاف. فما هي أسباب هذا الالتهاب وهل يجب التوقف عن العلاقة الزوجية أثناء الإصابة بالتهاب المسالك البولية.
أسباب التهاب المسالك البولية
لا يفرق التهاب المسالك البولية بين مختلف الأعمار، لكنه يحدث أكثر عند النساء. فتصاب أكثر من 60٪ من النساء بالتهاب المسالك البولية لمرة واحدة في حياتهم على الأقل.
ويكون ذلك بسبب الاختلاف التشريحي في الجهاز البولي بين النساء والرجال. حيث يكون الإحليل أقصر عند النساء وقريب من فتحة الشرج مما يسبب سهولة انتقال الجراثيم عبره نحو المثانة.
فيما يشيع التهاب المسالك البولية لدى كبار السن من الرجال بسبب شيوع ضخامة البروستاتا لديهم.
أشيع الجراثيم المسببة لالتهاب المسالك البولية هي E-Coli، وهي توجد بشكل طبيعي في الجسم. لكنها تسبب التهاب المسالك البولية إذا ما دخلت عبر الإحليل.
العوامل التي تزيد من خطر حدوث التهاب البول
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية لدى كل من الذكور والإناث. ومن أشيع هذه العوامل:
- عدم القدرة على الحركة لفترات طويلة.
- عدم شرب مقدار كافي من الماء يومياً.
- قلة النظافة الشخصية.
- الداء السكري.
- السمنة
- إصابات سابقة قريبة بالتهابات المسالك البولية.
- تشوهات السبيل البولي التناسلي.
- الحمول المتعددة.
- الجماع مع شريك جديد.
- الضخامة الحميدة للبروستاتا.
- سن اليأس وانقطاع الطمث.
أعراض التهاب المسالك البولية
تتشابه أعراض التهابات المسالك البولية عند كلا الجنسين، ومن أشيع هذه الأعراض:
- الرغبة المستمرة في التبول.
- عدم الراحة أو الحرقة أثناء التبول.
- تغير في لون البول أو تعكره.
- بالإضافة إلي ألم في البطن وأسفل الظهر.
واذا وصل الإلتهاب إلى الكليتين فتكون هناك أعراض أخري بالإضافة إلى الأعراض السابقة مثل :
- ألم في جانبي البطن لا يتغير بتغير وضع الجلوس أو النوم.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- الغثيان والقىء.
هناك بعض الأعراض أيضا قد تدل على إصابة الرجال بالتهاب البروستاتا منها:
- ارتفاع درجة الحرارة مع القشعريرة.
- ألم في المنطقة بين فتحة الشرج والأعضاء التناسلية للرجل.
- صعوبة في التبول وتقطر البول.
- الشعور بالإرهاق.
تشخيص التهاب المسالك البولية
يسأل الطبيب عن الأعراض المرافقة للشكوى، وعن سوابق الإصابة بالتهاب المسالك البولية. بالإضافة إلى إجراء تحليل وزرع بول أو فحص البروستاتا، بالإضافة إلى الفحص الشعاعي المناسب.
التهاب المسالك البولية والجماع
لا يعتبر التهاب المسالك البولية الجرثومي من الأمراض المنتقلة بالجنس، هذا يعني أن هذا المرض غير معدي ولا ينقله المصاب إلى شريكه. لكن هناك عدة مخاطر في الجماع عندما تكون مصاباً بالتهاب البول والمجاري البولية.
زيادة الألم وباقي الأعراض
في التهاب المسالك يحدث تهيج وتخريش للنسيج الحساس في المجرى البولي التناسلي للذكر والأنثى. ويترافق الجماع مع ضغط على هذا النسيج. مما يؤدي إلى زيادة الألم وعدم الراحة أثناء الجماع.
انتقال الجراثيم الممرضة إلى السبيل البولي
وقد يترافق الجماع بانتقال الجراثيم المسببة لالتهاب المسالك البولية والتي توجد بالقرب من الشرج إلى الشريك. فيما قد يتسبب الجماع في دفع الجراثيم إلى مناطق أعمق من السبيل البولي التناسلي مما يحرض حدوث الالتهاب.
أما إذا كنت مصاباً بالتهاب المسالك البولية فقد يتسبب الجماع بدخول نوع جديد من الجراثيم مما يطيل فترة العلاج اللازمة للشفاء.
هل يفيد الواقي الجنسي في منع التهاب المسالك البولية عند الشريك؟
في الحقيقة يظن البعض أن استخدام الواقي الذكري قد يمنع انتقال التهاب المسالك البولية بالجماع. ولكن هذا غير دقيق تماماً.
فالجماع يسبب دفع الجراثيم المسببة للالتهاب من المنطقة المحيطة بمدخل السبيل البولي إلى داخل الإحليل. ومنه إلى المثانة والكليتين. لذا يجب تجنب كافة أنواع الجماع حتى اختفاء كامل أعراض التهاب المسالك البولية.
علاقة التهاب المسالك البولية بالأمراض المنتقلة بالجنس
لا يعتبر التهاب المسالك البولية من هذه الأمراض، لكنه قد يكون مؤشراً على إصابتك بها. فإذا شعرت بأعراض التهاب المسالك البولية بعد الجماع مع شريك جنسي جديد.
يجب عليك إجراء الفحوص والتحاليل اللازمة للتأكد من عدم إصابتك بمرض جنسي من الشريك.
التهاب البول عند الحامل والجماع
يعد الجماع أثناء الحمل آمناً بشكل عام إذا لم ينصح الطبيب بعكس ذلك. لكنه يعد سبيلاً لدخول الجراثيم المسببة لالتهاب البول إلى داخل المسالك البولية.
وبسبب التغيرات الهرمونية أثناء الحمل وضغط الرحم الدائم على المثانة، فإن الحامل أكثر عرضة للعدوى بالتهاب البول. لذا يلزم اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية من التهاب المسالك البولية عند التفكير بالجماع.
طرق الوقاية من التهاب المسالك البولية المرتبط بالجماع
هل الحل هو الامتناع عن الجماع وممارسة العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة لتقليل حدوث التهاب المسالك البولية؟ بالطبع الإجابة لا. لكن هناك بعض النصائح لتقليل هذا النوع من الالتهابات المرتبط بالجماع.
- يجب على المحافظة على نظافة الأعضاء التناسلية والمناطق المحيطة به قبل وبعد عملية الجماع.
- النظام الغذائي قليل السكر لما للسكر دور كبير في توفير البيئة المناسبة لنمو الجراثيم.
- التبول قبل و بعد عملية الجماع فوراً لدفع الجراثيم خارج السبيل البولي.
- اذا كان لديك التهابات سابقة، يجب علاج التهابات المسالك البولية قبل التفكير بالجماع.
- التأكد من شرب كميات كافية من الماء وخاصة بعد الجماع فهذا يساعد على تنظيف وإفراغ المثانة.
- إذا شعرت بحاجة ملحة للتبول أثناء الجماع احرص على عدم حبس البول. لما قد يسببه من زيادة في خطر التهاب المسالك البولية أو الاختلاطات المرافقة له.
- تجنب الطرق الغير طبيعية للجماع لدورها الأساسي في التسبب بالتهاب المسالك البولية.
- تجنبي استخدام المنتجات القاتلة للحيوانات المنوية ضمن المهبل، فهي توفر بيئة لنمو الجراثيم.
متى يجب استشارة الطبيب
يمكنك استشارة طبيبك في حال لم تتأكد من سلامة الجماع أثناء التهاب المسالك البولية. فيما إذا عانيت من أحد الأعراض التالية يجب زيارة الطبيب بأسرع وقت ممكن:
- ملاحظة وجود دم في البول.
- وجود أي مفرزات أو روائح كريهة مرافقة للبول.
- ألم شديد في منطقة البطن أو الظهر لا يخف على المسكنات.
- استمرار أعراض الالتهاب بعد أخذ كامل جرعة الدواء الموصوفة.
مضاعفات التهاب المسالك البولية
في حال لم يعالج الالتهاب البولي أو كان العلاج ناقصاً فإن يسبب حدوث مضاعفات عديدة. منها ما هو خفيف ومنها ما يعد ذو خطورة عالية.
- الأذية الكلوية الدائمة بسبب الالتهاب الحاد أو الالتهاب البولي المزمن المتكرر بدون علاج مناسب.
- الالتهاب البولي المتكرر خاصةً في النساء، وقد تصل إلى أكثر من مرتين خلال ستة أشهر.
- ارتفاع نسبة الولادة الباكرة عند الحامل أو نقص وزن الجنين عند الولادة.
- تضيق الإحليل عند الذكور بفعل الالتهاب البولي المتكرر.
- التهاب الدم وهو من أخطر اختلاطات التهاب المسالك البولية خاصة عند وصول الالتهاب للكلية.
وسائل علاج التهاب المسالك البولية
لأن التهاب البول يحدث بسبب عدوى جرثومية، فإن الحل الأساسي هو القضاء على هذه الجراثيم دوائياً أو عبر أحد الخلطات الطبيعية.
المضادات الحيوية
تعد المضادات الحيوية هي العلاج الرئيسي لالتهاب البول، وهو علاج فعال ولا يحتاج إلى وقت طويل. وفي حال تكرر الإصابة بالعدوى فإن الطبيب يختار المضاد الحيوي تبعاً لنوع الجرثوم المكتشف خلال زرع البول.
مسكنات الألم
فيما قد يصف الطبيب المسكنات المناسبة للحد من الألم المرافق للتبول والتشنجات البطنية. فقد تحتاج المضادات الحيوية لمدة يومين للقضاء على الجراثيم.
العلاج الطبيعي لالتهاب المسالك البولية
فيما يوجد بعض الطرق المنزلية الطبيعية لعلاج التهاب البول والحد من أعراضه.
الكمادات الساخنة
لها دور هام وفعال في الحد من التنشجات البطنية المؤلمة. يتم تطبيق الكمادات الساخنة على منطقة أسفل البطن مع الالتزام بالعلاج الدوائي المناسب.
خل التفاح
يفيد مزيج خل التفاح مع الماء في قتل الجراثيم ومنع نموها، بالإضافة إلى دوره كمطهر للسبيل البولي والمثانة. يكرر العلاج لمرتين يومياً حتى تحسن الأعراض.
الكركم
وهو من أكثر الطرق الطبيعية فعاليةً في علاج التهاب المسالك البولية. لما له من خصائص مضادة للالتهاب ومسكنة للألم. يمكن مزج ملعقة من الكركم مع كوب من الماء أو الحليب الساخن وشربه مرة واحد يومياً حتى تحسن الأعراض.
الثوم
يعد الثوم من العلاجات الطبيعية الهامة التي تساعد على تعزيز الجهاز المناعي. بالإضافة إلى خصائصه المتعدد المضادة للجراثيم والفطور. والتي ثبت دورها في القضاء على E-coli الجرثوم الأكثر تسبباً بالتهاب المسالك البولية أثناء الجماع.
عصير الكرز
لهذا العصير خصائص متعددة تفيد في التهاب المسالك البولية. فهو يحوي عناصر هامة تمنع ارتباط الجرثوم بجدران السبيل البولي. يمكن شرب عصير الكرز غير المحلى لعلاج التهاب المسالك البولية لمرتين يومياً.
الزيوت الأصلية
يعد زيت الأوريجانو مثلاً من العلاجات الطبيعية ذات الخصائص القاتلة للجراثيم. وقد ثبت عبر العديد من الدراسات أثره في قتل جرثوم E-coli ولكن يستخدم بحذر. يوجد أيضاً زيت ورق الليمون وزيت القرنفل وخصائصها المضادة للجراثيم. وقد أثبت دورها في علاج التهاب المسالك البولية.
بالإضافة إلى العديد من الوصفات والطرق الطبيعية لتخفيف حدة الأعراض المرافقة للالتهاب.
