أسباب الإسهال عند الرضع
تلقى معظم الأمهات صعوبة في معرفة إذا كان طفلهن مصاب بالإسهال أم أنها تفرط في القلق فحسب. حيث يوجد اختلافات كبيرة في قوام ولون ورائحة البراز عند الرضيع بين وقتٍ وآخر، بحسب ما قام بأكله مؤخراً (حليب الصدر أو الحليب الاصطناعي أو الأطعمة الصلبة).
البراز عند الرضيع أطرى بكثير منه عند الطفل أو الكبير، وحتى أنه يصبح أطرى من المعتاد بشكل طبيعي في بعض الأوقات. لكن يمكنك الشك بإصابة رضيعك بالإسهال إذا صار برازه طرياً أكثر من المعتاد فجأة أو ذو قوام مائي وصار يتبرز كثيراً فجأة وبكميات كبيرة.
وقبل أن نتحدث عن أسباب الإسهال عند الرضيع، سوف نتكلم بالتفصيل قليلاً عن كيف تعرفين أن طفلك مصاب بالإسهال.
كيف أعرف أن طفلي مصاب بالإسهال ؟
يجب قبل كل شيء أن تكوني صورة في ذهنك عما هو طبيعي بالنسبة للتبرز عند طفلك. يتبرز الأطفال حديثي الولادة كثيراً (بعد كل رضاعة تقريباً)، ويكون برازهم طرياً رخواً عادة، لاسيما لو كانوا يرضعون طبيعياً.
بالإضافة إلى أن براز الرضيع قد يتغير بحسب ما قد أكلوه، وفيما لو كان يرضع. سوف تلاحظين بعد أن يبدأ طفلك بتناول الأطعمة الصلبة أن برازه بدأ بالتماسك نوعاً ما، لكنه سيظل يتغير بين وقت وآخر بحسب نوع طعامه.
كل ما ذكرناه سوف يجعل مهمة تمييز الإسهال أمراً صعباً، لكن هنا طريقة صحيحة لتفكيرك بهذا الأمر: لو صار براز طفلك أطرى من المعتاد أحياناً فعليك أن لا تقلقي بهذا الخصوص، لكن لو تغير براز طفلك بشكلٍ مفاجئ – صار يتبرز أكثر من المعتاد وبكميات كبيرة، وصار برازه رخوا أكثر من المعتاد أو بقوام مائي أكثر من المعتاد – فقد يكون مصاباً بالإسهال.
ومع أن حالات الإسهال الشديدة سوف تثير اهتمام أكثر الأهالي، إلا أن حالات الإسهال من الخفيفة إلى المتوسطة لا تملك عادة أية مخاطر صحية إلا لو أثرت على إماهة الطفل.
أسباب الإسهال عند الرضع
هناك الكثير من أسباب الإسهال عند الرضع. قد يحدث الإسهال عند رضيعك بسبب عدوى فيروسية أو جرثومية، كما يمكن أن ينجم عن طفيلي ما أو تناوله لكورس من المضادات الحيوية أو غير ذلك.
العدوى الفيروسية
يتسبب عدد من الفيروسات (مثل الفيروسة العجلية أو الفيروسة الغدية أو الفيروسة الكأسية أو الفيروسة النجمية أو الإنفلونزا) بإصابة الرضيع بالإسهال، بالإضافة إلى التقيؤ والألم البطني وارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة والتهيج.
العدوى الجرثومية
يمكن أن تكون الجراثيم (مثل السالمونيلا والشيغلا والعنقوديات والكامبيلوباكتر والإشريشية القولونية) مسئولة أيضاً عن إصابة الرضيع بالإسهال. يكون لدى طفلك في حال إصابته بعدوى جرثومية إسهال شديد، يترافق مع مغص ووجود دم في برازه وارتفاع درجة الحرارة (قد يكون عنده تقيؤ أو لا).
تشفى بعض حالات العدوى الجرثومية من تلقاء نفسها، إلا أن بعض الإسهالات الجرثومية، مثل تلك الناجمة عن جرثومة الإشريكية القولونية التي نجدها في اللحوم غير المطبوخة جيداً ومصادر طعامية أخرى، قد تكون خطيرة جداً. لذلك يجب أن تصطحبي طفلك لزيارة الطبيب لو ظهرت عنده تلك الأعراض، والذي سوف يفحصه وقد يجري له مزرعة جرثومية.
التهاب الأذن
يمكن أن تؤدي إصابة الأذن بالعدوى (جرثومية أو فيروسية) في بعض الأحيان إلى الإصابة بالإسهال. وقد تلاحظين أيضاً في هذه الحالة بأن طفلك متهيجاً ويسحب أذنه بيده. قد يعاني طفلك كذلك من التقيؤ ومن ضعف شهيته على الطعام، ويمكن أن يكون قد أصيب بالزكام مؤخراً.
الطفيليات
قد تتسبب عدوى الطفيليات بالإسهال أيضاً. حيث يحدث داء الجيارديات على سبيل المثال بسبب طفيلي مجهري يعيش في الأمعاء. وتشمل أعراض المرض تشكل الغازات والنفخة والإسهال والبراز الشحمي.
ينتشر هذا النوع من العدوى بسهولة في مراكز الرعاية، وتتضمن معالجته أدوية خاصة، لذلك يجب أن يشرف الطبيب على معالجته.
المضادات الحيوية
إذا أصيب طفلك بالإسهال أثناء تناوله لكورس من المضادات الحيوية أو بعده، فقد يكون الإسهال مرتبطاً بالدواء، والذي يقتل الجراثيم المفيدة في الأمعاء في نفس وقت قتله للجراثيم المسببة للمرض. تكلمي مع الطبيب عن بدائل للدواء، لكن لا توقفي الدواء الموصوف لطفلك دون أخذ الضوء الأخضر من الطبيب.
الإكثار من تناول العصائر
يمكن أن يتسبب تناول الطفل لكميات كبيرة من العصائر (لاسيما عصير الفواكه التي تحتوي على السوربيتول وكميات كبيرة من الفركتوز) أو كميات كبيرة من المشروبات المحلاة، بتلبك معدة طفلك ويجعل برازه رخواً. يعيد تحديد كميات العصائر البراز إلى حالته الطبيعية في نحو أسبوع.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال ألا يتناول الرضع العصائر قبل بلوغهم العام الأول من عمرهم.
كما يمكن أن يتسبب الخطأ في تحضير مكونات الحليب الاصطناعي بإصابة رضيعك بالإسهال، لذلك تأكدي من إضافة الكمية المناسبة من الماء عند تحضير الحليب الاصطناعي.
التحسسات الغذائية
اتصلي بالإسعاف لو أصيب طفلك بصعوبة في التنفس أو لو انتفخ وجهه أو شفتاه.
قد يتسبب التحسس الغذائي (والذي يهاجم فيه الجهاز المناعي للجسم مواد غذائية غير مؤذية) بردات فعل خفيفة أو شديدة، فوراً أو بعد بضع ساعات. تتضمن أعراض التحسس الغذائي الإسهال والغازات والألم البطني ووجود الدم في البراز. قد يتسبب التحسس الغذائي في الحالات الأكثر خطورة بشرى وطفح جلدي وانتفاخ وصعوبات في التنفس.
التحسس لبروتينات الحليب هو النوع الأكثر شيوعاَ من التحسسات الغذائية (لذلك يجب عدم إعطاء الرضيع الحليب المصنوع من حليب البقر أو إطعامه مشتقات ألبان مصنوعة من حليب الأبقار قبل بلوغه العام الأول).
التسمم
راجعي المستشفى فوراً لو أصيب رضيعك بإسهال وتقيؤ واعتقدت بأنه قد ابتلع شيء لا يؤكل مثل دواء أو مادة كيميائية أو نبات. واتصلي بالإسعاف إذا فقد طفلك وعيه أو صار عنده مشاكل في التنفس.