الزكام الشائع: نزلات البرد (إنتان الطرق التنفسية العليا)
لأسباب الرشح الشائعة ارتباط لافت النظر بالفصول – يحدث زكام الربيع والصيف والخريف أكثر ما يحدث بسبب الحمات التاجية (الأنفية، الأيكو والكوكساكي). أما في أواخر الخريف والشتاء فتكون أكثر حدوثاً الحمات نظيرة المخاطية أو المخاطية (النزلة الوافدة ونظيرتها والحمات السديمية) ولم يتضح حتى الآن
العوامل التي تجعل الشخص عرضة للإصابة بالزكام. وإن رد السبب إلى قشعريرة الجسم في وجود البرد لهو أمر غير مقبول حاليا.
كما أن قابلية الإصابة لا تتأثر أيضا بصحة الشخص أو تغذيته أو بشذوذات السبيل التنفسي العلوي (مثل اللوزات المتضخمة أو الناميات وبعيد التعرض فإن الخمج يمكن أن يسهل حدوثه بالتعب الشديد والشدة العاطفية أوالإضطرابات الأنفية التحسيسة أو خلال الطور المتوسط للدورة الطمثية. وأن بعض الجراثيم الممرضة الموجودة في البلعوم الأنفي يمكن لها أن تسبب اختلاطات إنتانية كالتهابات الأذن الوسطى والتهاب الجيوب. كما أن إلتهاب القصبات من منشأ حموي يمكن أن يصبح إنتانا جرثوميا بشكل ثانوي أهم شيء يمكن أن يقي من الاصابة وجود أجسام مضادة نوعية في المصل نتيجة تعرض سابق لنفس الفيروس المسبب للإصابة الحالية.
الأعراض والعلامات وهي لا نوعية :
يكون البدء مفاجئا بعد حضانة قصيرة ( 24-72 ساعة ) ويبدأ المرض بشكل عام بحس إنزعاج أنفي أو حلقي يتلوه عطاس وسيلان أنف ودعث. وبشكل مميز فإنه لا يترافق مع الحمى، ولكن يمكن أن يحدث حمى خفيفة ( 38 – 39 ) وخاصة لدى الأطفال والولدان ويظهر إلتهاب البلعوم باكراً بشكله النظامي. ويختلف إلتهاب الحنجرة والرغامى الذي يترافق بضيق خلف القص وإنزعاج محرق حسب الشخص والعامل المسبب.
تكون الإفرازت الأنفية مائية غزيرة خلال اليوم أو اليومين الأوليين من ظهور الأعراض ثم تصبح أكثر مخاطيةً وقيحيةً.وإن الإفرازت المخاطية القيحية لا تدل بالضرورة على وجود إنتان جرثومي مرافق للإنتان الحموي.وبالمناسبة فقد لا يكون شديداً وكثيراً ما يستمر السعال المتقطع الذي يرافقه قليل من القشع لمدة أسبوعين. ويحدث التهاب القصبات الذي يستمر بعد الزكام الشائع في الأشخاص المصابين بمرض مزمن في الطرق التنفسية. والإصابة الشديدة للقصبات والرغامى مع وجود القشع القيحي ترجح حدوث الخمج الجر ثومي البدئي والثانوي وكثيراً ما يتحرض التقبض القصبي في مرضى الربو وإلتهاب القصبات بسبب الزكام الشائع.
ويعتبر إلتهاب الجيوب والإذن الوسطى القيحي من الاختلاطات الجرثومية. وفي غياب الاختلاطات فأن الأعراض سوف تزول بشكل طبيعي بين اليومين ( 4 – 10 ).
التشخيص التفريقي :
الأعراض والعلامات السريرية غير نوعية إذ يمكن أن يختلط كل من الأخماج الجرثومية والسيلان التحسسي الأنفي والإضطرابات الأخرى في الطرق التنفسية العلوية بأعراضها وبدئها بالزكام الشائع. ويعتمد التفريق على سير الأعراض.
ان وجود إلتهاب البلعوم العابر بدون النتحة أو اعتلال العقد اللمفية (عدا الأخماج بالحمات الغدية) يميز السبب الحموي غير جرثومي.ووجود الحمى والأعراض الأكثر شدة عادة ما تشير إلى النزلة الوافدة.ووجود زيادة شديدة في عدد الكريات البيضاء يدل على حدوث اضطراب مختلف عن الزكام غير مختلط. أما عند وجود النتح فيصبح بأجزاء اللطاخة للفحص المجهري مع الإنتباه إلى عدد الخلايا المفصصة النوى وصفات الجراثيم.
ووجود الحمضات بالمفرزات يرجح كون السبب تحسسي. وفي الطور الباكر لجائحة خمجية تنفسية حموية فإن الغسولات الأنفية البلعومية أو سوائل الغرغرة يجب أن ترسل إلى مخابر الصحة العامة المحلية أو الجامعية لكشف الحمة المسببة كما يجب أخذ العينات المصلية لإجراء الفحوص المثبتة وذلك بشكل نادر.
وحيث أن ارتفاع الأجسام المضادة النوعية يؤكد التشخيص في 2/3 من حالات التهابات الطرق التنفسية العليا مما يؤكد أن الاصابة بغير فيروس الأنفلونزا.
الوقاية:
تكون المناعة نوعية للنمط. ويجري إعداد لقاحات تجريبية فعالة لأنماط مفردة للحمات الأنفية أو نظيرة المخاطية، لكن العدد الكبير لأنماط وذراري الحمات المسببة يعوق إنتاج اللقاحات الفعالة.وتوجد طرق عديدة للوقاية من إكتساب العدوى وإنتشار الزكام وقد جرى تجربتها، وتتضمن لقاحات جرثومية متعددة التكافؤ، تناول القلويات والفواكه الحمضيات والفيتامينات،التعرض للأشعة فوق البنفسجية، رذاذ الغليكول. لكن ليس منها ما هو فعال حتما0 وفي التجارب المراقبة: الجرعات الكبيرة ( 2 غ يوميا ) المعطاة عن طريق الفم من
الفيتامين ج لم تغير من تكرار حدوث الإصابة بالحمات الأنفية الشائعة أو كمية إطراح هذه الحمات ولكن بعض الدراسات أظهرت تراجع استمراية الإعياء بين الأشخاص الذين تناولوا ( 8 غ يوميا ) من اليوم الأول من المرض. أما طرح الحمات فلم يتغير وتطبيق ألفا إنترفيرون داخل الأنف بمقدار 1-2 مليون وحدة كل 8-12 ساعة حد من التعرض للخمج بالحمات الأنفية ومن طرح هذه الحمات0 ويمكن أن يعد ذلك بفوائد
سريرية في المرضى المعرضين لخطر اكبر من خطر الإصابة بالزكام( المصابين بالربو أو بإلتهاب القصبات ). إن تطبيق الوقاية باستعمال محرض الانترفيرون أظهرت تأثيرات مفيدة وواقية. لكن التقييدات الحيوية المنطقية تمنع استعماله العملي إن غسل اليدين الجيد يمكن أن يفيد ضمن المجموعات العائلية حيث ينتشر من
شخص لآخر عن طريق التماس بواسطة المفرزات المعدية الموجودة على الأصابع. وقد اقترح استعمال المناديل الأنفية لمنع تفعيل الحمات إلا أنه لم يثبت أنها تخفف الإنتشار وهي أكثر تكلفة من المناديل العادية.
المعالجة:
ينصح جميع المصابين بالمكوث في الأمكنة الدافئة المريحة وبتطبيق اجراءات منع الإنتشار المباشر، ويشار ببقاء الأطفال في البيوت، كذلك الأولاد ودون سن المراهقة ولكل المرضى المحمومين ومع أن الأدوية المضادة للحمى والمسكنات تستعمل بشكل واسع ألا أن فائدتها فيما عدا الحالات التي تحدث فيها الحمى مشكوك بها وتحت بعض الشروط يمكن للأسبرين أن يزيد من طرح الحمات في حين يؤدي فقط لتحسن
عرضي بسيط وعلى هذا لا ننصح باستعماله المنتظم ما لم تكن أعراض شديدة لدرجة تجعل المريض ملازماً للمنزل ومعزولاً نسبياً، وإذا كان سبب الزكام حمات النزلة الوافدة يمكن للأسبرين أن يزيد من خطورة تناذر راي في الأطفال.
يمكن للأعطاء الفموي للفينيل بروبانولامين 15 – 50 ملغ فينيل افرين.،5 / أو الإفدرين على شكل قطرات أنفية أو رذاذ أو انشاق أنفي (ليس أكثر من كل 3-4ساعات) أن يؤدي لإزالة الإحتقان بشكل مؤقت. وإنشاق البخار يساعد على التخلص من ضيق الصدر وبشكل غير شائع فإن السعال قد يكون شديداً أثناء الزكام وإذا وجد فتتبع النصائح المشار إليها في المعالجة. إلتهاب القصبات أو النزلة الوافدة.
و في المصابين بالتحسس الأنفي تخفف مضادات الهستامين لديهم السيلان الأنفي ولكن ليس لها أي استعمال لبقية المرضى.ويشيع إستعمال حمض الأسكوربيك أو جرعات العالية من العصير الحامض في بعض المدارس. ولكن لا توجد حقائق علمية ملائمة تثبت أي فائدة لذلك إن الصادات لا تؤثر بالحمات ولا ينصح بها ما لم يحدث إختلاط إنتاني جرثومي نوعي وإذا حدث خلال أسبوعين فأكثر يعالج حسب العامل الجرثومي المسبب.
.د. محمد رائد الحمدو