ثلامة العين (عين القطة): طبيعتها وأسبابها وتشخيصها
تنتج ثلامة العين عن وجود ثقب في إحدى تراكيب العين مثل القزحية، أو الشبكية، أو المشيمية، أو القرص البصري. يوجد هذا الثقب منذ الولادة ويمكن أن يحدث عندما تفشل فجوة اسمها الشرخ المشيمي choroid fissure، والذي يوجد في المراحل المبكرة من التطور الجنيني بأن ينغلق بشكل كامل قبل ولادة الطفل. تسمي الأدبيات الطبية الكلاسيكية هذا العيب باسم الخلل المشابه لفتحة المفتاح.
قد تحدث ثلامة العين في إحدى العينين (أحادية الجانب) أو في كلتا العينن (ثنائية الجانب). وتصيب معظم حالات ثلامة العين القزحية فقط. وربما لا يعاني الأشخاص المصابون بثلامة العين من مشاكل في الرؤية أو قد يصابوا بالعمى، اعتماداً على شدة الحالة. تصيب ثلامة العين أقل من مولود واحد في كل 10000 مولود.
الموجودات
قد يكون التأثير الذي تسببه ثلامة العين على الرؤية خفيفاً أو أكثر شدةً بحسب حجم وموقع الثقب، فإذا تم فقدان جزء صغير من القزحية، فربما تكون الرؤية طبيعية في حين إذا فُقد جزء كبير من الشبكية أو العصب البصري، فقد تكون الرؤية ضعيفةً وربما يفقد الطفل جزءاً كبيراً من المجال البصري.
ومن المرجح أن يسبب هذا التأثير مشاكل في الحركة إذا غاب المجال البصري السفلي. يمكن أن ترتبط حالات أخرى بثلامة العين. وفي بعض الأحيان، قد يصغر حجم العين، ومن الممكن أن تحدث حالة تُسمى صغر المُقلة microphthalmia، أو الزرق، أو الرأرأة، أو العُتمة scotoma، أو الحول.
كيف تؤثر ثلامة العين على العين؟
قد تؤثر ثلامة العين على القزحية وهي الجزء الملون الأمامي من العين. ويمكن لها أن تصيب العدسة، وهي الجزء الذي يساعد العين في تسليط الضوء على شبكية العين،
ويمكن لثلامة العين أن تؤثر أيضاً على المشيمية وهي شبكة رقيقة من الأوعية الدموية والتي تساعد في المحافظة على صحة الشبكية. وأخيراً، قد تؤثر الثلامة على الشبكية في مؤخرة العين. ويمكن لثلامة العين أن تؤثر بشكل نادر جداً على القرص البصري أو الجفن.
تتشكل ثلامة العين بينما ينمو الطفل في رحم أمه. تتطور العينين باكراً أثناء الحمل وتبزغان كالبراعم الصغيرة. تنطوي العين عادةً على نفسها عندما تتطور الأمر الذي يترك فراغاً صغيراً يُسمى الشق الجنيني.
يحافظ الشق الجنيني على ايصال الدم إلى الأجزاء الناشئة من العين. وفي المرحلة الأخيرة من تطور العين أثناء الحمل يُنسد الشق من خلف العين إلى الأمام وتتكون جميع تراكيب العين. في العين المصابة بالثلامة لا ينغلق هذا الفراغ بشكل كامل ويبقى في بعض تراكيب العين.
يمكن أن تترافق ثلامة العين مع طفرة في جين باكس2 PAX2.
ثبُت أن شذوذات العين تحدث في أكثر من 90% من الأطفال المصابين بمتلازمة الكحول الجنيني Fetal alcohol syndrome.
الحدوث
تم تقدير حدوث ثلامة العين بحوالي 0.5 إلى 0.7 لكل 10000 من المواليد، مما يجعلها حالةً نادرةً نسبياً
التشخيص
إذا اشتبه الطبيب بأن الطفل مصاب بثلامة العين، والتي يتم ملاحظتها معظم الوقت عن طريق الخلل المشابه لفتحة المفتاح في بؤبؤ العين، سيجري أخصائي العيون فحصاً كاملاً للعين.
ويستخدم أخصائي العيون غالباً جهازاً يُسمى منظار العين ليفحص داخل عين الطفل. حيث حمل منظار العين بالقرب من العين، إلا أنه لن يلمسها. وقد يتم اعطاء الطفل مخدراً عاماً ليُمكن الطبيب من إجراء الفحص الطبي للعين. ويسمح هذا للطبيب بالنظر تماماً إلى عين الرضيع دون التسبب بأي ازعاج.
يساعد هذا النوع من الفحص العميق للعين في المستشفى الأطباء في العثور على مدى إصابة العين بالثلامة. قد يكون من الصعوبة التعرف على كمية الرؤية المتأثرة في الطفل حتى يصبح أكبر سناً. وهذا لأن الأطفال الصغار غير قادرين على التواصل بالكلمات حول جودة رؤيتهم.
العلاج
لا يوجد علاج في الوقت الحاضر للإعتلال البصري الناتج عن ثلامة العين. يمكن أن تُستخدم العدسات اللاصقة المتخصصة في مرحلة لاحقة من الحياة لعلاج ثلامة العين في القزحية، ويمكن للنظارات أن تُستخدم للمساعدة على مشاكل الرؤية.