اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال ADHD (Attention Deficit Hyperactivity Disorder)
اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال هو اضطراب سلوكي مزمن، يعرف بالاضطراب السلوكي العصبي، والذي يؤثر بشكل أساسي في الأطفال، ويمكنه أن يؤثر في حياتهم بشكل ملحوظ. حيث يمكن للأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب ألا يبدوا تجاوباً في مراحل التعلم، إذ يتجلى ذلك بضعف معرفي في المدرسة، وكراهية للعمل الأكاديمي والعلمي، والمعاناة الدائمة من ضعف الثقة بالنفس.
معدل الإصابة بهذا الاضطراب
أظهرت الدراسات المنشورة في مجلة جاما لطب الأطفال “JAMA Pediatric”، بأن معدل تشخيص هذه الحالة لدى الأطفال في تزايد مستمر. فهو يبلغ لدى أطفال المرحلة الابتدائية في كاليفورنيا ما يزيد عن 2.5 – 3.1 %. كما أنه ازداد بشكل مطرد بنسبة 24 % بين عامي 2001 – 2010.
وعندما نقارن هذه النسبة ببقية أفراد المجتمع فهي تبدو ضئيلة، ولكن السؤال الذي يتبادر إلى أذهاننا، هل يظهر كل الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب جميع الأعراض؟
أو هل يقوم الأطباء بتشخيص هذه الحالة بشكل أكبر من السنوات السابقة؟
تأثير عوامل اللون (العرق) والحالة المادية
أظهرت الأبحاث الأخيرة التي أجريت على الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب بأن اللون، والحالة المادية يمكنها أن تلعب دوراً في التشخيص، وذلك لأسباب غير مفهومة بشكل واضح. حيث أن الأطفال الذين يعيشون في طبقات مجتمعية غنية هم أكثر عرضة لوجود مثل هذا الاضطراب وتشخيصه، كما أن الأطفال البيض هم من أكثر المجموعات عرضة للإصابة بهذا الاضطراب يليهم الأفارقة الأمريكيين ومن ثم الإسبان.
فارق الجنس
أظهرت التوجهات المعاصرة تزايداً في أعداد الأطفال الذكور المصابين بهذا الاضطراب مقارنة مع الفتيات. وأوضحت جامعة أوهايو بأن الأطفال الذكور أكثر عرضة لإظهار هذه الأعراض بمقدار ضعفين إلى ثلاثة أضعاف. غير أنه وفي بعض المناطق أظهرت الدراسات أن الفتيات اللواتي تعود أصولهن إلى الأفارقة الأمريكيين يصبن بهذا الاضطراب بشكل أكبر من الذكور.
المعالجة الدوائية
من الجيد أن نعرف أن هذا الاضطراب الذي يصيب الأطفال قابل للعلاج دوائياً وبشكل فعال، كما أن نسبة تراجع أعراضه لدى الأطفال الذين يتلقون المعالجة بالأدوية المنبهة تتراوح بين 70 – 80 % بحسب المراكز المختصة.
هذا وتظهر الأبحاث المتقدمة استخدام أدوية غير منبهة في علاج هذا الاضطراب، كمضادات الاكتئاب Anti – depressants، حيث أن مضادات الاكتئاب تحمل آثاراً جانبية أقل من الأدوية المنبهة. كما يمكنها أن تساعد في كبح العدوانية aggression، وضبط تقلبات المزاج، وتحسين سعة (مدى)الانتباه attention span.
المعالجة السلوكية
رغم أن المعالجة الدوائية ناجعة وفعالة لدى العديد من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، فإن بعض الآباء قد يفضلون طريقة أخرى. إذ أن البرامج السلوكية التي تجري بالتنسيق بين الأستاذ والوالدين يمكنها أن تحسن تركيز الطفل، وتنقص من فرط الحركية لديه.
بالإضافة إلى أن اتباع نظام معين يمكنه أن يساعد الأطفال في تنظيم أفكارهم، بالإضافة إلى أن معرفة عواقب عدم إنجاز المهمة الموكلة إليهم بإمكانه أن يحفز الأطفال لمتابعة إنجاز مهامهم.
هذا وإن تقديم جوائز إضافية بإمكانه أن يساعدهم في إبقاء تركيزهم على الأهداف.
كما أظهر بحث جديد أن النوم لوقت إضافي يلعب دوراً هاماً في ضبط الأعمال الاندفاعية.
حيث أنه في إحدى الدراسات، كان الأطفال الذين ناموا لفترة أطول ليلاً أكثر قدرة على ضبط عواطفهم، وبشكل أكثر سهولة، كما أظهروا تحسناً سلوكياً واضحاً.
الحالات المرضية المرافقة
إن الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب معرضون بشكل كبير للإصابة بأمراض مرافقة، كالاكتئاب بشكل رئيسي. وربما يكون من الصعب أن نميز الاكتئاب عن الـ ADHD لأن أعراضهما متشابهة.
كما أظهرت الدراسات التي نشرت في مجلة جاما لطب الأطفال، بأن الأطفال الذين كانت أمهاتهم يعانين من الاكتئاب خلال مراحل الحمل، قد يمتلكون عامل خطورة كبير للإصابة بالاكتئاب.
بالإضافة إلى الأطفال الذين يشخص هذا الاضطراب لديهم في مراحل مبكرة ( قبل الـ 7 سنوات)، فهم أيضاً يمتلكون عامل خطورة للإصابة بالاكتئاب.
التداخل المبكر
يمكن للتداخل المبكر في حالات الـ ADHD أن يساعد في تعليم الأطفال أن يتعايشوا مع هذا الاضطراب. وبإمكانه أيضاً أن ينقص تهديده لمستقبلهم الذهني والجسدي.
كما أنه على الآباء الذين يلاحظون تشتت انتباه متكرر، وفرط الحركة، أو السلوك المندفع لدى أطفالهم، أن يخبروا طبيب الأطفال بذلك على الفور ليتم تقييم هذه الحالة والتعامل معها بالشكل الأنسب.