كيف تتعامل مع تشنج القولون (متلازمة القولون المتهيج)
إعداد: د. براء زنبركجي
متلازمة القولون المتهيج (تهيج القولون العصبي) مجهولة السبب ولذلك يتركز العلاج على تخفيف الأعراض ليعيش المريض طبيعياً قدر الإمكان. في معظم الحالات، يمكنك السيطرة بنجاح على العلامات والأعراض الخفيفة لمريض تشنج القولون العصبي، عن طريق تعلم كيفية التعامل مع الأمور المجهدة وضغوط الحياة، وإجراء تغييرات في النظام الغذائي الخاص بك وفي أسلوب حياتك.
تجنب الأطعمة التي تحرض ظهور الأعراض لديك، وحاول أن تمارس قدراً كافيا من التمارين الرياضية، واشرب الكثير من السوائل واحصل على قسط كافٍ من النوم.
إذا كانت أعراضك شديدة أو معتدلة، قد تحتاج إلى أكثر من مجرد تغيير لنمط حياتك، فالتزم بتوصية الطبيب بالإضافة إلى الأدوية.
تغييرات النظام الغذائي لعلاج تهيج القولون :
• استبعاد الأطعمة المرتفعة الغازات :
إذا كنت تعاني من نفخة مزعجة أو أنك تمرر كميات كبيرة من الغاز مع الطعام، فإن طبيبك قد ينصحك بالامتناع عن بعض المواد مثل المشروبات الغازية والخضراوات-خاصة الكرنب (الملفوف) والبروكلي والقرنبيط(الزهرة)-والفواكه النيئة لأنها تعمل على تهيج القولون .
• استبعاد الغلوتين (gluten) .
أظهرت الأبحاث أن بعض الأشخاص الذين يعانون من متلازمة الكولون العصبي، تتحسن لديهم أعراض الإسهال إن توقفوا عن تناول الغلوتين (القمح والشيلم ((Rye والشعير)، ولكن لا تزال هذه التوصية موضع جدل، وليس عليها دليل واضح .
• استبعاد الأغذية الحاوية على الكربوهيدرات قليلة الامتصاص من الأمعاء
(المسماة اختصاراً FODMAPs )، وتعني الكربوهيدرات المتخمرة الأحادية، الثنائية، القليلة، بالإضافة للسكريات متعددة الأغوال (polyols) ). بعض الناس يتحسسون من أنواع من الكربوهيدرات مثل سكر الفركتوز، الفركتانات fructans ، اللاكتوز وغيرها، وهي التي تسمى الفودماب (FODMAPs) وهذه موجودة في أنواع معينة من الحبوب والخضروات والفواكه ومنتجات الألبان.
غيرَ أنّ الناس غالباً لا ينزعجون من كل الأطعمة الحاوية على هذه الكربوهيدرات (الفودماب) وإنما بعضها فقط، لذا قد تكون قادراً على التخلص من أعراض القولون العصبي لديك إذا طبقت نظام غذائي صارم منخفض الفودماب، ومن ثم يمكن إعادة إدخال الأطعمة صنفاً واحداً في كل مرة، حتى تميز الأنواع التي تزعجك من تلك التي لا تسبب لك إزعاجاً .
الأدويةالتى تساعد فى علاج تشنج القولون :
• المكملات الغذائية الغنية بالألياف.
تناول مكملات الألياف، مثل السيلليوم (Metamucil) أو ميثيل السلليولوز (Citrucel)، مع السوائل قد يساعد في الحد من الإمساك.
قد تسبب الألياف التي نحصل عليها من الغذاء المزيد من النفخة، بالمقارنة مع مكملات الألياف. إذا لم تساعدك هذه الألياف في تخفيف الأعراض، فقد يصف لك الطبيب مليناً، مثل معلق هيدروكسيد المغنزيوم (milk of magnesia) أو البولي ايثيلين غلايكول (polyethylene glycol).
• الأدوية المضادة للإسهال.
يمكن أن تساعد بعض الأدوية المتاحة بدون وصفة طبية، مثل اللوبيراميد (loperamide)، في الحد من الإسهال. سوف يستفيد بعض الناس من أدوية تسمى رابطات الحمض الصفراوي (bile acid binders)، مثل الكولسترامين (Prevalite)، كوليستيبول(Colestid) أو كوليسيفيلام (Welchol)، ولكن يمكن أن تؤدي هذه الأدوية إلى حدوث النفخة..
• الأدوية المضادة للفعل الكوليني والمضادة للتشنج.
يمكن أن تساعد هذه الأدوية، مثل الهيوسيامين (Levsin) والديسيكلومين (Bentyl)، في تخفيف تشنجات الأمعاء المؤلمة، كما يمكن أن تستخدم أحيانا لعلاج الأشخاص الذين يعانون من نوبات إسهال، ولكنها قد تفاقم مشكلة الإمساك وقد تؤدي إلى أعراض أخرى، مثل صعوبة التبول. كما ينبغي استخدامها بحذر لدى الأشخاص الذين يعانون من المياه الزرقاء في العين أو الزرق (glaucoma).
إذا كانت الأعراض لديك تشتمل على الألم أو الاكتئاب، فقد يوصي طبيبك باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقة (antidepressant tricyclic) أو مثبطات عود امتصاص السيروتونين الانتقائية(SSRI) ، هذه الأدوية تساعد على تخفيف الاكتئاب وكذلك تثبط نشاط الخلايا العصبية التي تتحكم في حركة الأمعاء.
إن كنت تعاني من الإسهال وآلام في البطن دون الاكتئاب، فقد يصف لك طبيبك مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة بجرعات أقل من المعتادة، مثل الإيميبرامين(Tofranil) أو النورتريبتيلين (Pamelor) . الآثار الجانبية لهذه الأدوية تشمل النعاس والإمساك.
إذا كنت تعاني من الاكتئاب مع الألم والإمساك، فإن مثبطات عود التقاط السيروتونين الانتقائية (SSRI) مثل الفلوكستين (Prozac, Sarafem) أو الباروكستين (Paxil) قد تكون مفيدة .
• المضادات الحيوية.
بعض الناس الذين تحدث لديهم الأعراض نتيجة ًلفرط النمو الجرثومي في أمعائهم ربما يستفيدون من العلاج بالمضادات الحيوية.
لقد استفاد بعض الناس الذين يعانون من أعراض الإسهال من العلاج بالريفاكسيمين (Xifaxan)، ولكن الأمر يحتاج إجراء المزيد من الأبحاث.
• طلب المشورة
يمكنك الاستفادة من أخذ المشورة إذا كان لديك اكتئاب أو إذا كانت الضغوط (الكروب) تميل لأن تفاقم الأعراض لديك.
الأدوية النوعية لمتلازمة الأمعاء الهيوجة (IBS) .
حصل حالياً دواءان على الموافقة لعلاج حالات محددة من متلازمة القولون العصبي:
• الألوسيترون (Lotronex) Alosetron :
صُمِّمَ الألوسيترون ليرخي القولون ويبطئ حركة النفايات في الأمعاء الغليظة.
سحبت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) هذا الدواء من الأسواق لبعض الوقت، ولكنها سمحت فيما بعد ببيعه مجدداً.
ومع ذلك، فإن الألوسيترون يمكن أن يصفه فقط الأطباء الذين أُدرجوا في برامج خاصة، وهو مُعَدّ لعلاج الحالات الحادة من المتلازمة التي يغلب فيها حدوث الإسهال لدى النساء اللواتي لم يستجبن للعلاجات الأخرى.
لم يأخذ هذا الدواء الموافقة لاستخدامه من قبل الرجال. لقد ارتبط تناول هذا الدواء بحدوث مضاعفات جانبية نادرة ولكنها مهمة، لذلك ينبغي وضعه في الاعتبار فقط عندما تكون العلاجات الأخرى غير ناجحة.
• اللوبيبروستون Lubiprostone (Amitiza):
يعمل اللوبيبروستون عن طريق زيادة إفراز السوائل في الأمعاء الصغيرة لديك للمساعدة في مرور البراز خلالها.
أخذ هذا الدواء الموافقة لاستعماله لدى النساء في عمر 18 عام أو أكبر، اللواتي لديهن القولون العصبي مترافقاً مع الإمساك.
لم تثبت فعاليته في الرجال، ولا سلامة استخدامه على المدى الطويل، وتشمل الآثار الجانبية الشائعة له: الغثيان والإسهال وآلام بطنية.
يُشرع استخدامه عموماً فقط لدى لنساء اللواتي يعانين من متلازمة القولون المتهج (IBS) المترافقة مع الإمساك الشديد غير المستجيب للعلاجات الأخرى.