ما المرض الذي قاد ماهر عصام لتلك الحالة؟
تناقلت وسائل الإعلام المختلفة في الأسبوع الماضي خبر العثور على الفنان الشاب ماهر عصام في حالة صحية حرجة، داخل شقته في القاهرة. ظروف الحادث وسكنه وحيداً في شقته وكونه شاباً في ربيع عمره فتح الباب أمام انتشار شائعات تفيد بتعرضه لحادث جنائي. غير أن التقارير الطبية والفحوص كشفت سريعاً زيف تلك الشائعات لتؤكد إصابته بنزيف في المخ ناجم عن انفجار شريان دماغي.
لكن ما تلك الحالة الخطيرة التي يمكنها أن توصل المصاب حتى مشارف الموت لا سمح الله؟ وما هذا المرض الذي يمكن أن يوصل شاباً يانع الفتوة والشباب لهذا الدرك من المرض فجأة؟ تعرف معنا هنا على بعض أسرار أم الدم الدماغية cerebral aneurysm والتي يحب الكثير من الأطباء تسميتها بالقنبلة الدماغية الموقوتة!
ليس هناك إحصائيات مصرية دقيقة عن انتشار هذا المرض، غير أن ما يهمك معرفته هنا عزيزي القارئ أن أم الدم الدماغية ليست حالة نادرة. ففي أمريكا مثلاً تقول الإحصائيات أن هناك حوالي 6 مليون أمريكي تقريباً، أو واحد من كل خمسين أمريكي، يعيشون مع أم دم دماغية غير منفجرة، ويحدث هذا الانفجار الشرياني الحزين كل 18 دقيقة في الولايات المتحدة. وللأسف، فإن إشارات الإنذار الباكرة قليلة، وعادة ما لا تلفت الانتباه أو تعزى لأسبابٍ أخرى.
أم الدم الدماغية:
هي منطقة ضعيفة في الوعاء الدموي، والتي تنتفخ وتمتلئ بالدم، وتأخذ شهوراً أو سنوات لتتشكل، وتتراوح أبعادها بين 1/8 إلى أكثر من 1 إنش. وعندما تنفجر أم الدم الدماغية أو تنثقب، يفيض الدم إلى الدماغ مؤذياً المنطقة المباشرة (القريبة منه)، وهذا من شأنه أن يسبب مضاعفات خطيرة، تتضمن السكتة الدماغية، أو أذية عصبية دائمة أو الموت في النهاية.
انتبه للعلامات
قد يكون من الصعب أن تعرف الأعراض، ومفتاح التشخيص يكمن في معرفة ما هو طبيعي بالنسبة لك، وأن تعير اهتمامك لإشارات جسمك مثل:
1 صداع متوضع في مكان ما
2 رؤية مزدوجة أو ضبابية
3 وهن وخدر
اتصل بالإسعاف فوراً إذا شعرت بالأعراض فجأة، أو كان الألم شديداً، أو مصحوباً بنوبة صرعية أو فقد للوعي. فهي قد تكون علامات لانفجار أم الدم الدماغية، والتي يمكن أن تكون قاتلة.
ما المتوقع خلال مرحلة الشفاء؟
يمكن لأعراض وسلوك ما بعد المعالجة أن يتنوع على نطاقٍ واسع، من عجز في الكلام والحركة، إلى تغيرات في الشخصية، وسوء الوظيفة الإدراكية والمعرفية.
كما أن أحد أكثر التأثيرات شيوعاً هي القلق الناتج عن الخوف من تشكل أم دم ثانية، وتتضمن التأثيرات الأخرى تقلبات المزاج، وهلوسات، واكتئاب، وتهور.
وبما أن الدماغ يشكل دارة دقيقة ومعقدة، تتحكم بكل وظائف الجسم، فعندما يتضرر جزء من هذه الدارة، يمكن للمعلومات أن يعاد توجيهها، و تعالج بطريقة خاطئة. ولكن مع مرور الوقت، وإعادة تأهيل المريض بالمعالجة، يمكن للدماغ أن يطور سبلاً جديدة تستعيد الدور الوظيفي الصحي.
مع كل أمنياتنا للفنان الشاب ولكل ضحايا هذا الانفجار الصامت بالشفاء التام وباستعادة كامل اللياقة في أسرع وقت.