طفلك الرضيع يحتاج إلي الماء

الماء هو أهم عنصر من عناصر الحياة ، ومنه خلق الله كلَّ شيء حيّ ، وبدونه يموت الإنسان في غضون أيام ، قال تعالى في كتابه الكريم : بسم الله الرحمن الرحيم (( وجعلنا من الماء كلَّ شيء حيّ )) صدق الله العظيم. وتشكّل نسبة الماء في جسم المولود الجديد ما بين (70%-80% ) مقارنة مع البالغين (55%-60% )

أهمية الماء لطفلك الرضيع

طفلك الرضيع يحتاج 600مل من المياه يوميا يحصل عليه من خلال لبن الام او بجرعات من الماء

كمية الماء اليومية التي يحتاجها الطفل تعادل (10-15% ) من وزنه، فإذا كان وزنه أربعة كيلوغرامات مثلاً ، فإنه يحتاج إلى كمية ماء يومية تعادل ( 600 مل ) ، وتزداد حاجة قليلي الوزن للماء أكثر من غيرهم، فقد تصل حاجته اليومية إلى ( 80-170 مل / كغ / يومياً ) .
يحصل الرضيع على الماء من الحليب بالدرجة الأساس ، فنسبة الماء في حليب الأم ، أو حتى في حليب القناني لا تقل عن ( 880 مل / لتر ) ، هذا في الأحوال العادية ، وفي الظروف المثالية ..
والطفل الرضيع يفقد الماء أيضاً من منافذ مختلفة :

  • عبر الغائط ، ونسبة الماء المفقود ( 3-10% ) من الماء المتناول يوميّاً ..
  • عن طريق التبخّر الحاصل من الرئة ( عبر التنفس ) ، أو من الجلد ، وهنا قد تصل كمية الماء المفقود إلى نسبة ( 40-50% ) .
  • عن طريق البول ، ونسبته لا تقل أيضاً عن (40% ) من الماء المتناول يومياً …

في الأحوال العادية ، يكون هناك توازن ما بين الماء الداخل والماء الخارج في جسم الطفل الرضيع ، أما إذا زاد الماء الخارج لأي سبب من الأسباب ، مثل :

  1.  الإسهال والتقيؤ : الذي يؤدي إلى زيادة فقدان الماء مع الغائط والقيء .
  2.  أو زيادة التبخّر ، سواء بسرعة التنفس ، كما يحصل في النزلات التنفسيّة ، أو عن طريق الجلد ، كما يحصل في البلاد أو الفصول الحارّة
  3. أو زيادة التبول ، كما يحصل في بعض الأمراض المعروفة
اقرأ أيضا:  الرضاعة الطبيعية تعرض الأطفال لمواد كيميائية سامة

إذا حدثت زيادة في كمية الماء المفقود من جسم الرضيع ، لأي من الأسباب أعلاه أو غيرها ، فإن التوازن الفيزيولوجي الذي كان قائماً ما بين الماء الداخل والماء الخارج سوف يختلّ حتماً لصالح نقص الماء في جسم الرضيع ، والذي لا يمكن السيطرة عليه إلا بأحد أمرين :
إما وقف الأسباب الموجبة لفقدان الماء فوراً … ولما كان هذا الهدف صعب التحقق بالسرعة المطلوبة في كثير من الأحيان ، لذا نلجأ إلى العامل الثاني ، وهو زيادة كمية الماء الداخلة للطفل الرضيع بإعطائه المزيد من الماء المعقّم بين وجبات الرضاعة العادية .

هناك العشرات من الأطفال الرضّع ، الذين كانوا يعانون من حمى الجفاف ( Dehydrated Fever ) ، ومعظمهم حديثي الولادة لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أيام ، والسبب بكل بساطة هو : فقدان الرضيع لكمية كبيرة من الماء عن طريق التبخّر في صيف الخليج المعروف ، مع عدم إعطاء الرضيع أية قطرة ماء ( بناء على نصائح الجدّة والجيران والأصدقاء أو حتى بعض برامج التلفزيون ) يتزامن ذلك مع قلة تناول الرضيع لما يكفيه من الحليب في هذه الفترة بالذات ( الأيام الأولى بعد الولادة ) لأسباب مفهومة ، منها : عدم وجود حليب في ثدي الأم من جهة ، وقلة نشاط وقتي لمنعكسات المص والبلع لدى الرضيع نفسه من جهة أخرى.ولقد كانت دهشة الأهل عظيمة عندما كانوا يأتونني في اليوم التالي وقد حدث انقلاب كامل في كيان الطفل كلّه ، وذلك باختفاء الحرارة العالية ، وتحسن الرضاعة ، وامتلاء الطفل بالنضارة والحيوية ، بعد الخمول المخيف والذبول الواضح الذي كان يسيطر عليه ، كل ذلك كان يحدث بعد نصيحتي للأم بإعطاء رضيعها الماء

العراق : د . فـوّاز الـقـاســم أخصّائي طب الأطفال

اقرأ أيضا:  مساج طفلك خطوات بسيطة وفوائد عديدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *