استعادة الرؤية للمصابين بالعمى نتيجة إصابتهم بالتهاب الشبكية الصباغي
مرض التهاب الشبكية الصباغي هو مرض وراثي يزداد سوءاً مع الوقت ولا توجد إحصاءيات دقية حول هذا المرض في وطنا العربي ، المرض يصيب ما يقرب من شخص بين كل 3,000 إلى 4,000 شخص بأوروبا، وقد نجحت أول تجربة سريرية بريطانية لزراعة عين إلكترونية بهدف استعادة الرؤية لأشخاص أصابهم العمى نتيجة إصابتهم بالتهاب الشبكية الصباغي.
وهذه الأبحاث خطوات على الطريق لحل مشكلة الرؤية لدى ملايين البشر. وقد صرح خبراء العيون الذين قاموا بتطوير هذه التقنية الرائدة أن أول مجموعة من المرضى البريطانيين الذين تمت زراعة شرائح إلكترونية بأعينهم قد استعادوا الرؤية بعد أسابيع من الخضوع للجراحة.
وتعطي هذه التجربة أملا جديدا للمرضى الذين أصيبوا بفقد البصر نتيجة لإصابتهم بالتهاب الشبكية الصباغي retinitis pigmentosa (RP) وهو مرض جيني يؤدي إلى حالة من فقدان البصر لا علاج له. وقد قامت المجموعة الطبية التي طورت هذه التقنية الحديثة بتهيئة اثنين من مرضى التهاب الشبكية الصبغي لزراعة شرائح ميكروسكوبية رقيقة في منتصف شهر إبريل كجزء من التجربة البريطانية.
وتمكن المرضى من رؤية الضوء بمجرد تفعيل الشرائح بينما كشفت اختبارات إضافية أنهم تمكنوا من تحديد أشكال بيضاء على خلفية سوداء.
وسوف يتم تكرار التجربة على عشرة مرضى آخرين ببريطانيا كجزء من التجربة البريطانية التي تتم تحت قيادة تيم جاكسون استشاري جراحة الشبكية بمستشفى جامعة كينج وروبرت ماكلارن أستاذ الرمد بجامعة أكسفورد. وأعرب الطبيبان عن تشوقهما للمشاركة في هذه التجربة الرائدة.
التجربة بين اجتهاد العلماء و آمال المرضي
العلماء : “نتائج الرؤية التي حققها هؤلاء المرضى فاقت توقعاتنا. فهذه التقنية تمثل تطورا عبقريا ومثيرا وخطوة هامة في محاولتنا لمساعدة مرضى التهاب الشبكية الصباغي على تحسين نوعية الحياة التي يعيشونها”. وسوف يخضع المرضى لمزيد من الاختبارات بينما يتواءمون مع الشريحة المنزرعة في الشهور القادمة.
المرضي : قال روبين ميلر البالغ من العمر 60 عاماً وهو أحد المرضى الذين تمت زراعة الشريحة لهم بالإضافة ل1,500 قطب كهربائي تمت زراعتها أسفل الشبكية، أنه منذ تفعيل الجهاز تمكن من رؤية الضوء وتحديد الإطار الخارجي لبعض الأشياء, الأمر الذي يراه علامة مشجعة.
وأضاف، لقد استعدت أحلامي بألوان حية لأول مرة منذ 25 عاما مما يؤكد أن جزءا من مخي قد استيقظ مرة أخرى بعد سبات طويل. أشعر أن هذه تجربة مشجعة لإجراء مزيد من البحوث وأنا سعيد لمشاركتي في هذه التجربة”.