العوامل الأسرية المؤثرة على الصحة النفسية للأبناء
ثانيا ؛ الصحة النفسية للأبوين ؛ حيث أنهما القدوة والنموذج والمثل الأعلى والقادة للأسر , ولعلّ ما تشير اليه الدراسات يؤكد على صحة الوالدين النفسية كعامل هام مؤثر على صخة الأبناء النفسية , حيث أشارت بعض الدراسات الى أن إصابة احد الوالدين بالمرض النفسي يجعل الأبناء عرضة للإصابة به بنسبة 16%, وأنه إذا ما اصيب كلا الوالدين فإن نسبة إحتمال إصابة الأبناء بالمرض النفسي تزداد الى 65% . وعلاوة على ذلك فإن الصحة النفسية الجيدة للوالدين تنعكس على الإستقرار الأسري ولا سيما إستقرار الصحة النفسية لدى الأبناء .
ثالثا ؛ التنشئة الاجتماعية للأبناء ؛ وهي الطريقة أو الوسيلة لتنشئة الأبناء وطبع شخصياتهم بطابع معين , حيث قد تختلف من أسرة الى أسرة ؛ فبعض الآباء يخطئون في توجيه أبناءهم مثل الآباء الذين يتبعون مع أبنائهن أساليب تنشئة سلبية ؛ وخير دليل على أبناءهم على ذلك :
أسلوب التدليل الزائد أو الإهمال أو التغيير والمفاضلة أو التذبذب الذي يتبعه الآباء والذي قد يكون بسبب جعلهم بآثار هذه الأساليب السلبية على الأبناء أوبسبب مزاجيتهم الأمر الذي يجعلهم غير قادرين على إتباع أسلوب تنشئة سليم ثابت .
أسلوب التسلط الذي يؤدي الى منع الأبناء من الحصول على حقوقهم الأساسية في التعبير وإبداء الرأي والإختيار وقترير المستقبل و….الخ .
وعلاوة على ما سبق فلعل أهمية التنشئة الأسرية كعامل أسري مؤثر على صحة الأبناء النفسية ينبع من كون أنها الأداة الرئيسية التي تتشكل من خلالها شخصية الآبناء وأبرز معالمهم مثل الثقة بالنفس وبالآخرين والقدرة على تحمل الإحباط وتشكيل مركز الضبط (الذات ) لديهم .
رابعا ؛ صحة الاختيار الزواجي أو عدمه إبتداءاً ومدى التكافؤ بين الزوجين ؛ حيث أن التوافق الزواجي بين الوالدين ينعكس بشكل مؤكد مستقبلاً على الحياة الأسرية وعلى التوافق الأسري .
خامسا ؛ توفر مقومات ومرتكزات وشروط قيام ونهوض الأسرة ومدى ثباتها ورسوخها .
سادسا ؛ قيام الأسرة بوظائفها الرئيسية بشكل مخطط له وسليم وبوعي وإدراك .
سابعا ؛ نضج الوالدين وإدراكهم ووعيهم بمطالب مراحل نموّ الأسرة بدءاً من مرحلة ما قبل الزواج وإنتهاء بمرحلة الشيخوخة.
د. ياسر متولى