هل القرفة تسبب الاسهال ؟

بالإضافة إلى كونها من أكثر التوابل استخداماً في الطهي، استخدمت القرفة في علاج العديد من الأمراض وخاصة أمراض الجهاز الهضمي. حيث تعد من أكثر العلاجات المنزلية شيوعاً لعسر الهضم وأعراض القولون العصبي. فقد ثبت دور القرفة في تحسين حركية الأمعاء، لكن هل لتلك الخصائص آثار جانبية، و هل القرفة تسبب الاسهال ؟

قبل ما نجيب على هذا السؤال، لا بدّ من الحديث عن فوائد استخدام القرفة للجسم بشكل عام، وللجهاز الهضمي بشكل خاص.

فوائد القرفة

تحتوي القرفة على مواد مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات، وقد أثبتت العديد من الدراسات فعالية استخدام القرفة في علاج عدة أمراض، مثل:

السكري

تساعد القرفة على زيادة حساسية الخلايا للأنسولين، ما يؤدي إلى تخفيض نسبة السكر في الدم. بالإضافة إلى كونها تبطىء امتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء، وبالتالي تقلل ارتفاع السكر التالي لتناول الطعام.

أمراض القلب

تقلل القرفة من مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار LDL والدهون الثلاثية، وبالتالي تساهم في رفع مستويات الكوليسترول الجيد. الأمر الذي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

الالتهابات الفطرية والبكتيرية

تحتوي القرفة على مواد ذات خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، والتي قد تقلل الالتهابات وتساعد في مكافحة تسوس الأسنان ورائحة الفم الكريهة. فقد ثبت أن زيت القرفة يعالج بشكل فعال التهابات الجهاز التنفسي التي تسببها الفطريات. كما يمكن أن يمنع أيضاً نمو بعض البكتيريا، بما في ذلك الليستريا والسالمونيلا.

فوائد القرفة للجهاز الهضمي

أظهرت الدراسات أن القرفة يمكن أن تساعد في تقليل إفراز حمض المعدة بعد تناول الطعام، مما يقلل من غاز ثاني أكسيد الكربون ويرفع درجة الحموضة . كل هذا يساعد في الحفاظ على سلامة جدار المعدة ويقلل من تشكل الغازات في المعدة والأمعاء. وبفضل خصائصها المضادة للالتهابات والمضادة الأكسدة، يمكن أن تساعد القرفة على التخلص من الجذور الحرة في الجهاز الهضمي.

القرفة ومرض القولون العصبي

لوحظ انخفاض في أعراض القولون العصبي عند المرضى الذين استخدموا القرفة، بما في ذلك الألم البطني والانتفاخ. خاصةً عند أولئك الذين يعانون من القولون العصبي المترافق مع إمساك، حيث لوحظ زيادة بنسبة 20 ٪ في حركات الأمعاء. مما يدل على وجود تأثير ملين خفيف لاستخدامها، لكن هل هذا يعني أنّ القرفة تسبب الاسهال ؟

هل القرفة تسبب الاسهال

قد يصاب البعض بالإسهال بعد تناول القرفة. لكن هذا لا يعني أنّ السبب في حدوث الإسهال هو القرفة بشكل رئيسي. فقد يكون ذلك دليلاً على وجود رد فعل تحسسي تجاه للتوابل. أو قد يكون ذلك الإسهال ناجماً عن الإصابة بعدوى بكتيريا ما، خاصةً في حالات الإسهال الحاد. وقد يختفي الإسهال بشكل تلقائي خلال يومين دون تحديد سبب حدوثه. وقد يكون الإسهال مزمناً أو يحدث بشكل متكرر كما في حالات التهاب القولون التقرحي، وداء كرون.

الحساسية للقرفة

بالرغم من أنّ القرفة لا تشكل سبباً رئيسياً لحدوث الإسهال. لكن بالنسبة للذين يعانون من التحسس تجاه بعض أنواع الطعام، قد يحدث لديهم إسهال بعد تناول القرفة. عادةً تظهر أعراض التحسس بعد فترة قصيرة من تناول القرفة. وغالباً ما يترافق هذا الإسهال بالأعراض الأخرى للحساسية تجاه الأطعمة، من تقلصات في البطن، غثيان، وإقياء، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي، وحكة.

الصدمة التأقية أو الحساسية المفرطة للقرفة

بالرغم من كونها من الآثار الجانبية النادرة الحدوث، إلاّ أنّها مهددة للحياة ويحتاج المصابون بهذا النوع من الحساسية عناية طبية فورية. وهي عبارة عن رد فعل تحسسي شديد للقرفة يتضمن حدوث تسرع قلب، ألم في البطن، دوار، فقدان الوعي، انخفاض ضغط الدم.

الخلاصة

في معظم الحالات يتراجع الإسهال تلقائياً خلال فترة قصيرة. احرص فقط على تجنب التجفاف الناجم عن الإسهال واشرب الكثير من السوائل. سارع بطلب الاستشارة الطبيّة إذا استمر الإسهال أكثر من يومين، أو في حال ظهرت لديك أي علامات للتجفاف، مثل التعب أو الدوار. قد يشير الإسهال المصحوب بالحمى والألم شديد في البطن إلى مشكلة أكثر خطورة وقد تتطلب عناية طبية