ماذا يأكل مريض التهاب الحلق ؟
التهاب الحلق من الأمراض الشائعة جداً التي عانى معظمنا منها ومن الشعور المزعج المرافق لها، فقد يترافق هذا المرض بألم وصعوبة عند الأكل والشرب فيصبح الأمر محيراً ماذا يأكل مريض التهاب الحلق؟ وكيف يمكن إمداد الجسم بحاجته من العناصر الغذائية مع وجود هذا الألم المزعج؟
اختيار الأنواع المناسبة من الطعام والشراب يمكن أن يساعد على تخفيف الألم المرافق لالتهاب الحلق، وقد يساعد في تسهيل عملية شفاء المريض، لذا نتحدث في هذا المقال عن مجموعة من الأطعمة التي تفيد في التهاب الحلق و أطعمة تزيد التهاب الحلق يجب تجنبها قدر الإمكان لما تسببه من ألم في الحلق وتفاقم أعراض الالتهاب.
ما هو التهاب الحلق؟
التهاب الحلق هو ألم وانزعاج في البلعوم يزداد سوءاً مع البلع، ومعظم التهابات الحلق تكون بسبب العوامل البيئية كالتعرض للهواء الجاف أو العدوى الفيروسية، وهي حالات تشفى بشكل تلقائي عادةً دون الحاجة لعلاج دوائي.
يقسم التهاب الحلق إلى مجموعة من الأنواع تبعاً للجزء المصاب من الحلق مثل التهاب البلعوم وهو الجداء الخلفي من الحلق، التهاب اللوز واحمرارها وتورمها وأخيراً التهاب الحنجرة الذي يترافق بتورم في الحبال الصوتية وتغير في الصوت.
ما هي أعراض وعلامات التهاب الحلق؟
تتنوع أعراض التهاب الحلق تبعاً للسبب الكامن خلف الالتهاب، حيث يكون لكل من الأسباب أعراضاً خاصة يمكن أن تميزه عن غيره.
فيتميز التهاب الحلق الناجم عن العدوى الفيروسية بما يلي:
- السعال.
- سيلان الأنف.
- احمرار العينين والدماع.
- بحة الصوت.
بينما في التهاب الحلق بسبب التحسس لعامل محدد أو لمخرش كدخان السجائر يكون السعال الجاف والعطاس وشعور الحكة في الحلق أكثر الأعراض تواتراً.
أما التهاب الحلق الجرثومي فهو أكثر الأنواع إزعاجاً وقد يكون له اختلاطات خطيرة فلا يجب التهاون في علاجه، ويتميز بأعراض أكثر شدةً تشمل:
- ألم شديد عند البلع.
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- تورم في العقد اللمفاوية.
- ظهور بقع قيحية بيضاء على اللوز والبلعوم.
ماذا يأكل مريض التهاب الحلق ؟
إن أفضل ما يمكن أن يأكله مريض التهاب الحلق هو الطعام والشراب الغني بالعناصر الغذائية، الطري واللطيف على الحلق، ويجب تجنب كل ما هو ساخن أو مخرش لما قد يسببه من أذى إضافي لمخاطية الحلق وبالتالي استمرار الألم والأعراض الأخرى المرافقة.
وهذه بعض الأمثلة عما يمكن أن يكون ذو فائدة لمرضى التهاب الحلق.
الشاي الدافئ
يمكن للشاي الدافئ أن يساعد على إراحتك من أعراض التهاب الحلق المزعجة، وذلك لما يملكه من خصائص مضادة للتأكسد والتي تفيد في محاربة المرض خاصةً في حالة العدوى الفيروسية كالزكام. فهو يعزز مناعة الجسم ويعمل على شفاء أسرع من المرض.
ويمكن الاستفادة القصوى من فوائد الشاي لالتهاب الحلق بإضافة بعض المكونات المغذية والتي تعطيه طعماً مميزاً، مثل الشاي بالبابونج ذو الخواص المضادة للالتهاب، الشاي بالزعفران بخواصه القاتلة للجراثيم والمزيج الأفضل للشاي والعسل الطبيعي.
العسل
ملعقة أو اثنين من عسل النحل الطبيعي مع كوب من الماء أو الشاي الساخن هي من أكثر الوصفات فعاليةً في علاج التهاب الحلق بمختلف أنواعه.
يملك العسل العديد من الفوائد العلاجية المتنوعة فهو مضاد للالتهاب، مضاد للجراثيم وقاتل للفيروسات بالإضافة إلى خواصه المضادة للتأكسد. وهو مثالي في تخطي الأعراض المزعجة لالتهاب الحلق وتهدئة السعال المؤلم المرافق.
يمكن إضافة العسل إلى العديد من الوصفات التي يأكلها مريض التهاب الحلق، ولكن يجب الحرص على اختيار العسل الطبيعي غير المصنع لتضمن الحصول على النتائج المرجوة.
الزبادي والتهاب الحلق
أحد أكثر الأطعمة فائدة لاضطرابات المعدة والحلق هي الزبادي، فهي سهلة البلع وذات تأثير مهدئ ومركن لألم الحلق المرافق للالتهاب.
تعد الزبادي من المصادر الغنية بعناصر غذائية هامة للجسم مثل البروتينات، الكربوهيدرات والدهون المفيدة، والتي تساعد الجسم على سرعة الشفاء التهاب الحلق وتعوض النقص الحاصل في الغذاء بسبب صعوبة البلع.
الحساء أو الشوربة الدافئة
يمتاز الحساء أو الشوربة الدافئة بكل صفات الطعام التي يطلبه مريض التهاب الحلق. فهو سهل البلع، مسكن لألم الحلق ويشكل وجبة غذائية متكاملة تغطي معظم حاجة الجسم من العناصر الغذائية الهامة.
الشوربة من الوجبات سهلة التحضير في المنزل مثل شوربة الدجاج أو الخضار، ويمكن الاستفادة من عناصر إضافية مثل إضافة الزعفران أو الزنجبيل لما لها من فوائد مضادة للالتهاب.
أما إضافة كمية كبيرة من الملح أو البهارات للحساء فهو أمر غير مستحب لمريض التهاب الحلق، كما أن إضافة عناصر ذات طبيعة حامضية كالطماطم فهو يزيد من ألم الحلق ويسبب تخريشاً إضافياً للبلعوم والحنجرة.
البيض
لم يتم اختيار البيض كطعام مثالي لمرضى التهاب الحلق عبثاً، فهو أحد الخيارات المثالية من جميع النواحي الممكنة، البيض دافئ على الحلق، ذو طعم لذيد وسهل الابتلاع. بالإضافة إلى أنه غني بالعديد من العناصر الغذائية ذات الفائدة العالية للجسم مثل الزنك، الحديد، السيلينيوم، الفيتامين D و B12. وهي تساعد الجسم على محاربة الأمراض وتعزز من مناعته.
أيضاً تجنب إضافة الكثير من الملح أو الزيت لوجبة البيض كي لا تسبب ضرراً إضافياً على مخاطية البلعوم.
المثلجات
تناول المثلجات باعتدال من الخيارات المفضلة لمريض التهاب الحلق فهو يخفف من ألم الحلق، يهدئ من الاحتقان والأعراض المرافقة للالتهاب.
يجب اختيار المثلجات بمكونات الحليب والفانيلا والابتعاد عن المكونات الحامضة كالبرتقال أو المانجا، وتجنب المكسرات وأي مكونات تسبب تخريش في مخاطية الحلق وتزيد من الألم المرافق.
الثوم
الثوم ليس فقط لإعطاء نكهة للطعام، فهو ذو فوائد متعددة لمرضى التهاب الحلق لما يتميز به من خصائص هامة قاتلة للجراثيم والفيروسات ومهدئة للتخريش والألم الحاصل في الحلق والبلعوم. حيث يمكن إضافة الثوم إلى الحساء، الشاي والحليب الدافئ لمعالجة التهاب الحلق وأعراضه.
البطاطا المهروسة
تساعد الوجبات الدافئة مثل البطاطا المهروسة في تحفيز إفراز اللعاب ومفرزات الأنف مما يشكل سطحاً رطباً للبلعوم والحنجرة، فيخفف من الألم والحكة ويخلص الجسم من السموم العالقة. فضلاً عما تمتاز به هذه الوجبة من فوائد غذائية عالية وسهولة في البلع والهضم.
الأطعمة الغنية بفيتامين C
من المعروف فائدة الفيتامين C كمحفز لمناعة الجسم لمحاربة الجراثيم والفيروسات والمساعدة على الشفاء السريع من التهاب الحلق، لذا ينصح بوارد يومي يصل إلى 3000 ميليجرام من هذا الفيتامين من مصادره الغير حامضة مثل الموز والكيوي وتجنب البرتقال الذي يسبب أذية لمخاطية الحلق الملتهبة.
الخضراوات المطبوخة
تقدم الخضراوات المطبوخة مثل الجزر، الملفوف وغيرها مصدراً غنياً بحاجة الجسم لدى مرضى التهاب الحلق، حيث يمكن الاستفادة من طهي هذه الخضراوات للتخفيف من قساوتها وجعلها سهلة البلع، ثم إضافتها للحليب قليل الدسم لتشكل وجبة متكاملة لتعويض معظم العناصر الغذائية الأساسية.
ماذا يمنع أن يأكل مريض التهاب الحلق ؟
إذا عانى مريض التهاب الحلق أو التهاب اللوزتين من صعوبة في ابتلاع الطعام فإنه يجب أن يتجنب تناول بعض الأطعمة مثل:
- الأطعمة الصلبة القاسية مثل المكسرات، الخبز، البندق والخضراوات القاسية لما تسببه من أذية لمخاطية الحلق والألم أثناء البلع.
- الأطعمة والمشروبات الحامضة مثل البرتقال والطماطم فهي غير صديقة لمخاطية الحلق الملتهبة.
- الملح والبهارات والخل يسببان أذية وألم في الحلق وتحريض التهاب المخاطية.
- الكحول يسبب حرق في مخاطية الحلق وزيادة الألم فهو يؤدي إلى جفاف في الحلق وهو ما لا يريده مريض التهاب الحلق.
بعض النصائح المنزلية لمريض التهاب الحلق
للتخفيف من أعراض التهاب الحلق والألم المرافق له يمكن اللجوء إلى بعض الطرق المنزلية مثل:
الإكثار من السوائل
للمحافظة على ترطيب كافي لمخاطية الحلق يجب شرب مقدار كبير من السوائل يومياً، فذلك يساعد على التخفيف من ألم البلعوم ويسهل عملية البلع.
الراحة الصوتية
الكلام والصراخ يسبب ضرراً وأذية لمخاطية الحلق الملتهبة ويزيد من الأعراض المزعجة للالتهاب، لذا ينصح بالراحة الصوتية لتسريع عملية الشفاء من المرض.
الغرغرة بالماء والملح
فهو يساعد على التخفيف من احتقان مخاطية الحلق والبلعوم ويهدئ من الألم المرافق للبلع.
حبوب العسل والزعتر
يساعد مص حبوب العسل والزعتر على علاج التهاب الحلق لدوره في الحد من الاحتقان والوذمة المرافقة للالتهاب.
تجنب الهواء الجاف
البقاء في جو رطب والابتعاد عن الهواء الجاف مثل هواء المكيف أو الهواء الملوث بدخان السجائر يساعد في شفاء التهاب الحلق والتخفيف من الأعراض المرافقة.