علاج خراج الأسنان بالمضاد الحيوي

خراج الأسنان هو جيب أو كيس ممتلئ بالقيح يمكن أن يتشكل في أجزاء مختلفة من السن نتيجة وجود التهاب جرثومي المنشأ، حيث تتجمع الجراثيم في لب السن وتؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الألم المتوسط إلى الشديد والذي يمكن أن ينتشر نحو الأذن أو العنق، ويتم عادةً علاج خراج الأسنان بالمضاد الحيوي المناسب للحالة.
إذا كنت مصاباً بخراج الأسنان فلا تنتظر أن يشفى وحده دون علاج، بل أسرع في زيارة طبيب الأسنان لاختيار العلاج الأنسب للخراج. أما إذا لم يتم علاجه فإن الالتهاب قد يمتد خلف الفك نحو العنق، الرأس وباقي أنحاء الجسم.

ما هي أنواع خراجات الأسنان؟

تتنوع أشكال خراج الأسنان تبعاً لموقع التجمع الجرثومي، فتقسم خراجات الأسنان إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

  • أولاً: خراج ما حول الذروة وهو تجمع قيحي في قمة جذر السن.
  • ثانياً: خراج ما حول السن أو خراج النسج الداعمة وهو تجمع قيحي في اللثة المجاورة لجذر السن، وقد ينتشر نحو النسج المحيطة والعظم.
  • ثالثاً: خراج اللثة وهو تجمع القيح ضمن نسيج اللثة.

ما هي أشيع أعراض خراج الأسنان؟

العرض الرئيسي لخراج الأسنان هو الإحساس بألم نابض بالقرب من السن أو في اللثة، وهو يتميز بالبدء المفاجئ وبأنه يصبح أسوأ مع مرور الوقت. ويترافق هذا الألم عادةً بالأعراض التالية:

  • امتداد الألم نحو الأذن، الفك والعنق.
  • يزداد الألم سوءاً مع الاستلقاء.
  • مضغ الطعام يزيد من الألم.
  • التورم والاحمرار في الوجه.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • حساسية الأسنان لكل ما هو بارد أو ساخن.
  • تورم واحمرار في اللثة.
  • فقدان الأسنان أو تغير في لونها.
  • رائحة نفس كريهة.
  • طعم مر في الفم.
  • ألم أو ضخامة في العقد اللمفية في العنق أو أسفل الفك.

ما هي أسباب حدوث خراج الأسنان؟

يؤدي دخول الجراثيم داخل الأسنان أو اللثة إلى تشكل الخراج، وتعتمد طريقة حدوث ذلك على نوع الخراج.

أولاً: خراج ما حول الذروة

في هذا النوع من خراج الأسنان تدخل الجراثيم عبر ثقوب صغيرة ناجمة عن وجود نخر أو تسوس في الطبقة الخارجية الصلبة من السن، هذا النخر يسبب مع الوقت انهياراً في الطبقة الناعمة من نسيج العاج والتي توجد أسفل ميناء السن. وإذا استمر النخر بالامتداد فإنه يصل حتى لب السن ويسبب التهابه.

ثانياً: خراج ما حول السن

عندما تسبب الجراثيم الموجودة في القلح التهاباً في اللثة فإن ذلك يسمى التهاب ما حول السن أو التهاب النسج الداعمة، وهو الذي يؤدي إلى انفصال النسج المحيطة بجذر السن عن قاعدته.
ويتشكل جوف الخراج بانفصال الرباط الداعم للسن عن الجذر مما يترك جيب صغير يمكن أن تتجمع به بقايا الطعام والأوساخ بسهولة. ويكون تنظيفها صعب جداً ومع النمو الجرثومي شيئاً فشيئاً يتشكل الخراج.
يحدث هذا الخراج بشكل عام بعد مناورة عنيفة على السن أثناء إصلاحه مما يسبب انقطاعاً في رباط السن وتشكل الجيب، بالإضافة إلى الاستخدام الغير كافي للمضادات الحيوية في التهاب الأنسجة الداعمة للسن غير المعالج قد يخفي أعراض الخراج مما يسبب خراج ما حول السن.

اقرأ أيضا:  مرارة الفم : أسبابها وعلاجها

ثالثاً: خراج اللثة

وهو يحدث لوجود جسم أجنبي مثل الطعام أو خيوط النايلون من فرشاة الأسنان عالقة في اللثة، مما يؤدي إلى أذية مستمرة للثة وتشكل جوف للخراج يتجمع به القيح بشكل كبير.

ما هي طرق علاج خراج الأسنان؟

يمكن تشخيص خراج الأسنان بشكل سهل عند فحص طبيب الأسنان لمكان الألم، أما إذا عاني المريض من أعراض ضيق التنفس أو صعوبة البلع فإنه بحاجة لعلاج إسعافي للخراج.
يجب علاج خراج الأسنان بشكل كافي دون التهاون في أي من مراحل العلاج وذلك بسبب شيوع النكس في هذه الخراجات.

شق الخراج

يجب شق الخراج وإفراغه من القيح المتجمع فيه والذي يحوي التجمع الجرثومي، ويكون ذلك غالباً تحت التخدير الموضعي للمنطقة المصابة.

علاج الخراج حول ذروة السن

يحتاج هذا الخراج إلى علاج قناة اللب، فيتم استخدام الحفارة لصنع حفرة في السن الميت لإفراغه من القيح، فيما يتم استئصال جميع الأنسجة المتأذية من اللب، قبل أن يتم حشو جذر السن لملء الفراغ المحدث أثناء العلاج.

علاج الخراج حول السن

يتم بزل الخراج وإفراغه من القيح وتنظيف الجوف بشكل كافي، ثم يتم تنعيم سطح جذر السن تحت مستوى خط اللثة، ذلك يساعد على شفاء السن ويمنع تكرر حدوث الالتهاب.

العلاج الجراحي لخراج الأسنان

عند تكرر حدوث الخراج حول ذروة السن يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي باستئصال الأنسجة المصابة، ويرافق ذلك بإعادة تشكيل نسيج اللثة واستئصال جيب الخراج. أما في حال نكس الخراج بعد العلاج الجراحي فإنه يستطب خلع السن نهائياً.

علاج ألم خراج الأسنان بالمسكنات

قد تساعد مسكنات الألم في تهدئة ألم خراج الأسنان قبل أن يتم علاجه، وهي فقط تستخدم لتسكين الألم ولا تعد علاجاً للخراج، وأكثر مسكنات الألم استخداماً هي الأسبيرين، البروفين والباراسيتامول مع مراعاة الحالات التالية:

  • تجنب استخدام البروفين في حالات الربو أو قرحة المعدة.
  • عدم استخدام الأسبيرين للأطفال تحت سن السادسة عشر وللحوامل والمرضعات من النساء.

علاج خراج الأسنان بالمضاد الحيوي

يتم استخدام المضاد الحيوي للوقاية من انتشار الالتهاب، ولكن لا يجب أبداً التأخر عن زيارة طبيب الأسنان أو تأخير العلاج الكامل للخراج.
يجب اختيار المضاد الحيوي الملائم لكل حالة، وذلك ما يحدده طبيب الأسنان تبعاً لنوع الجرثوم المسبب فكل مضاد حيوي يكون فعال لنوع محدد من الجراثيم.

البنسلين Penicillin

مجموعة البنسلين من المضادات الحيوية شائعة الاستخدام في التهابات الأسنان، وهي تتضمن كل من البنسلين والأموكسيسلين مع الكلافولنيك أسيد (أوجمنتين)، فتعطى مثلاً جرعة 500-2000 ميليجرام من الأوجمنتين كل 8 أو 12 ساعة مع مراعاة الجرعة القصوى المسموح بها.
وبسبب تطور مقاومة من الجراثيم أو تحسس بعض المرضى على هذا النوع من المضادات الحيوية فإن استخدامها أصبح قليلاً. وتم استبدالها بأنواع أخرى كخط أول للعلاج.

الكلينداميسين Clindamycin

يؤثر مضاد الكلينداميسين على طيف واسع من الجراثيم، لذا فقد أوصى الباحثون به كعلاج مثالي لالتهابات الأسنان، وذلك لانخفاض نسبة مقاومة الجراثيم عليه.
وتكون الجرعة التقليدية للكلينداميسي 300-600 ميليجرام كل 8 ساعات.

الأزيثروميسين Azithromycin

أيضاً الأزيثرميسين يغطي طيف كبير من الجراثيم وقد يكون فعالاً في التهابات الأسنان، ولكن يقتصر استخدامه على المرضى الذين يعانون من تحسس أو لم يستجيبوا على مركبات البنسلين أو الكلينداميسين.
الجرعة التقليدية من الأزيثروميسين هي 500 ميليجرام كل 24 ساعة لثلاثة أيام متواصلة.

اقرأ أيضا:  تبييض الاسنان بطريقة طبيعية

الميترونيدازول Metronidazole

يستخدم الميترونيدازول أو الفلاجيل Flagyl في علاج مجموعة من التهابات الأسنان، ولكنه غير مستطب في جميع الحالات ولا يستخدم كخط علاج أول لخراج الأسنان.
جرعة الميترونيدازول هي 500-750 ميليجرام كل 8 ساعات.

طرق منزلية لتهدئة أعراض خراج الأسنان

يوجد العديد من الطرق المنزلية التي يمكن أن يجربها المريض للحد من أعراض خراج الأسنان مثل:

  • غسل الفم جيداً بالماء المالح.
  • تجنب الطعام والشراب الساخن أو البارد جداً لتخفيف أعراض حساسية الأسنان.
  • مضغ الطعام على الجانب السليم من الأسنان بعيداً عن منطقة الخراج لتجنب حدوث أذية إضافية.
  • استخدام فرشاة أسنان ناعمة لتنظيف الأسنان.
  • تجنب كل ما هو حاد أو قاسي من الأطعمة.
  • الحفاظ على نظافة الأسنان بالفرشاة والخيط ومراجعة طبيب الأسنان بشكل دوري لتجنب الاختلاطات المحتملة للخراج.

ما هي مضاعفات خراج الأسنان؟

من المهم أن يتم معالجة أي خراج في الأسنان من قبل طبيب الأسنان. وحتى في حال تمزق الخراج فإنه يجب أن يفحص الطبيب منطقة الإصابة وينظفها لضمان عدم انتشار الالتهاب.
أما إذا ترك الخراج دون علاج فمن المحتمل أن ينتشر الالتهاب نحو الفكين ومناطق أخرى من الرأس والعنق بما فيها الدماغ. وقد يؤدي في حالات نادرة لتجرثم الدم وهذا يعد اختلاط مهدد لحياة المريض.

كيسات الأسنان

إذا لم يتم علاج الخراج بشكل كاف فإنه قد يتشكل جوف مملوء بالسائل في قاعدة جذر السن، وهذا الذي يسمى كيسة السن والتي يمكن بدورها أن تلتهب.

التهاب العظم والنقي

دخول الجراثيم إلى الدم يمكن أن يسبب انتقال الالتهاب ليصيب العظم، فيعاني المريض من ارتفاع في درجة حرارة الجسم، ألم شديد في العظم المصاب مرافق بغثيان أحياناً، يكون العظم المصاب غالباً قريباً من الخراج، ولكن يمكن أن يصاب أي عظم آخر في الجسم.

خثار الجيب الكهفي

قد يسبب انتشار الجراثيم إلى تشكل خثرة دموية في الجيب الكهفي وهو وريد كبير في قاعدة الدماغ.

الخناق

وهو انتقال الالتهاب من خراج الأسنان إلى قاعدة الفم بما يسمى خناق لودفيغ، فيلاحظ تورم وألم شديد أسفل اللسان وممتد للعنق. وقد تسبب الحالات الشديدة صعوبة كبيرة في التنفس مما قد يهدد حياة المريض.

التهاب الجيب الفكي

قد تنتشر جراثيم الخراج أيضاً نحو الجيوب الفكية وهي ليست حالة خطيرة لكنها مؤلمة بشدة، فقد يعاني المريض من ارتفاع في درجة الحرارة وألم عند لمس الوجنتين، وقد تشفى هذه الحالة تلقائياً دون علاج.

ما هي الحالات التي تستدعي زيارة عاجلة لطبيب الأسنان؟

عند ترافق خراج الأسنان مع أحد الحالات التالية فإنه يجب زيارة أقرب مركز طبي بشكل عاجل:

  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • تورم في الوجه.
  • صعوبة بالبلع.
  • تسرع ضربات القلب.
  • عدم القدرة على التركيز.

وتشير هذه العلامات لخطورة الحالة وتتطلب علاجاً فورياً.

المصادر
Which Antibiotics Treat Tooth Infections?Tooth Infection TreatmentTooth abscess

مقالات ذات صلة