القلق الدائم وتوقع المصائب – ما هي أنواع اضطرابات القلق وكيفية التخلص منها؟!

. لن أدخل الامتحان يا أمي!!! 

.. لماذا يا عماد؟؟ كنت ألاحظ أنك تذاكر جيداً في الأيام الماضية؟

. ولكن أنا لا أتذكر شئ مما ذاكرت.. سأرسب!

.. من الطبيعي يا بني ألا تتذكر كل المعلومات في وقت واحد.

.. لا قلت لك يا أمي إنني سأرسب!

عماد رغم مذاكرته الجيدة إلا أنه شعر بقلق جعله يمتنع عن دخول الامتحان وهو ما نسميه اضطراب القلق حيث يشعر فيه الشخص بالقلق الدائم وتوقع المصائب، فيمنعه ذلك من ممارسة حياته اليومية بصورة طبيعية.

تابع معنا -عزيزي القارئ- في هذا المقال لتعرف ما هو القلق؟ وما هي أنواعه؟ وكيف يمكنك التخلص منه؟

القلق الدائم وتوقع المصائب

نشعر بالقلق عندما نتعرض للضغوطات أو للمشاكل أو قبل الامتحانات أو عند اتخاذ القرارات، ومع ذلك فهو ليس سيئاً كما يبدو، فالقلق هو المحفز الذي يدفعنا لمواجهة التحديات وللبحث بسرعة عن مخرج من المشاكل التي تواجهنا.

ولكن…

قد يصبح هذا المحفز عائقاً لبعض الأشخاص، عائق يمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية أو مواجهة المشاكل والتحديات وهو ما يسمى اضطراب القلق.

يعاني الأشخاص في هذا الاضطراب من القلق الدائم وتوقع المصائب بشكل مستمر، وهو ما يحتاج للتدخل من الطبيب أو المعالج النفسي.

أعراض القلق

يرتبط الشعور بالقلق مع ظهور بعض الأعراض مثل:

  • زيادة عدد ضربات القلب.
  • سرعة التنفس.
  • الشعور بالتوتر وعدم الراحة.
  • صعوبة التركيز.
  • صعوبة النوم.

أنواع اضطرابات القلق

تتعدد أشكال اضطرابات القلق كالتالي:

  • الرهاب أو الفوبيا: الشعور المستمر بالخوف من شيء أو مكان محدد.
  • اضطراب قلق الانفصال: الخوف من الابتعاد عن الوالدين أو المنزل أو المقربين.
  • الرهاب الاجتماعي: الخوف والقلق من تلقي التعليقات السلبية من الآخرين أو التعرض للرفض مثل الخوف من التحدث أمام عدد كبير من الأشخاص.
  • اضطراب الخوف من المرض: عندما تشعر بالقلق الزائد على صحتك أو تخاف من إصابتك بالأمراض.
  • الوسواس القهري: عندما تشعر بتكرار بعض الأفكار اللاعقلانية أو الهواجس مثل تكرار غسل اليد
  • اضطراب ما بعد الصدمة: قد يشعر بعض الأشخاص بالقلق الزائد بسبب التعرض لصدمة مثل التعرض لحادث أو فقدان أحد الأشخاص المقربين.
  • اضطراب القلق المعمم: القلق المستمر طوال اليوم بدون وجود سبب واضح لهذا القلق وقد يشمل كل تفاصيل الحياة اليومية.
اقرأ أيضا:  الحب حاجة فسيولوجية و مهم للصحه النفسجسديه

علاج القلق الدائم وتوقع المصائب

ينقسم علاج القلق إلى قسمين وهما:

  • العلاج النفسي: يقوم المعالج النفسي بمساعدتك على التغلب على مخاوفك عن طريق جلسات العلاج النفسي وهو ما يعرف بالعلاج المعرفي السلوكي.
  • العلاج بالأدوية: قد يلجأ الطبيب في بعض الحالات إلى إعطاء بعض الأدوية للتغلب على الأعراض المصاحبة للقلق مثل الأدوية المضادة للاكتئاب.

كيف تتخلص من القلق الدائم وتوقع المصائب؟

غير من طريقة نظرتك للأمور

فلترتدي يا صديقي عدسة أخرى غير تلك التي اعتدت على ارتدائها، حاول أن ترى الأشياء والمواقف والأشخاص والصعوبات التي تواجهك من منظور آخر.

راقب ردة فعلك لتلك المواقف والصعوبات وحاول أن تعود نفسك وعقلك على أن يرى ولو نقطة واحدة من الجمال، اسعى جاهداً للوصول إليها وتمسك بها.

نعم يا صديقي لا أعدك أن يكون هذا حلاً سحرياً لك من أول مرة، ستخفق مرات ومرات وفي كل مرة ستتعلم شيئاً عن نفسك، في كل مرة سيزول الغبار عن عدستك أكثر فأكثر.

لن تكون أبداً كسابق عهدك، سترى الجمال يا صديقي حتماً إذا بحثت عنه.

لا تسعى للكمال

تفكر كثيراً فيما يجب عليك أن تفعله، تشعر أنك غارق في بحر من الالتزامات والمهام والمشاكل ولا يمهلك عقلك برهة لتستريح من التفكير.

فكلما ذهبت من عقلك فكرة جاءت الأخرى،

 تُفكر وتُفكر.. فلا تستطيع أن ترسو على شاطئ الراحة.

تخاف من الوقوع في الخطأ ترسم لنفسك صورة الشخص المثالي في كل شئ.. 

ولكن لا أحد يمكنه تحمل ذلك يا صديقي، نحن بشر خُلقنا حتى نخطئ ونتوب ونؤب.

فحاول بذل جهدك في تحقيق ما تريد ولكن لا تقف في مكانك عندما تخطئ عد وحاول مرة أخرى

ليست نهاية اللعبة، طالما مازال قلبك ينبض بالحياة فلتحاول ولتخطئ ولتحاول مرة أخرى حتى تصل.

اقرأ أيضا:  مرض التوحد ــ أسباب وأشكال التوحد ــ علاج وتشخيص التوحد ــ أعراض التوحد

راقب نفسك 

حاول أن تسأل نفسك الأسئلة التالية:

  • ما هي المواقف التي شعرت فيها بالقلق؟
  • ما هو شعورك في هذا الموقف؟
  • كيف كانت طريقة تفكيرك وما الأفكار التي جالت في رأسك؟

ثم حاول أن تعرف هل تفكيرك هذا منطقياً أم لا؟

هل الأمور حقاً بهذا السوء أم أنك تبالغ في وصفك لها؟

هل أنت غير ناجح كما تظن أم أنك اجتهدت في الفترة الأخيرة وحسنت كثيراً من مهاراتك؟

خطط لمستقبلك

  • حدد الهدف من حياتك سيساعدك ذلك على ترتيب أولوياتك
  •  حدد أولوياتك 
  • خطط ليومك: ضع لنفسك خطوات يومية صغيرة تمكنك من تحقيق أهدافك.
  • غير مفهومك للإنجاز: احتفل بكل خطوة تخطوها لتحقيق ما تريد من الأهداف.

مارس الرياضة

الرياضة تشتت عقلك عن التفكير المستمر في المشاكل التي تواجهك أو الأمور التي تقلقك كما تزيد من مستوى هرمون السعادة لذا فممارسة الرياضة بشكل يومي يحسن من مزاجك ويساعدك على تخطي المصاعب بشكل أفضل. 

وفي النهاية دعني أخبرك -عزيزي القارئ- أن كل مر سيمر، وكل المشاكل ستمضي، فهون على نفسك..

المصادر
healthlinemedicalnewstodaywebmd

مقالات ذات صلة