أنا مكتئب، ساعدني!
يسير حاتم في طرقات القاهرة المزدحمة في يومٍ حار لا يحتوي على نسمات هواء ولا قطرات ماء!
يبحث عن وظيفةٍ يعمله بها بدلاً من جلوسه في المنزل بين أربع جدران من جهة وصيحات والدته التي لا تنقطع من جهةٍ أخرى!
حاتم ياسين شاب في الخامسة والعشرين من عمره، تخرج من كلية التجارة ليعمل “لا شيء” على حد وصفه.
حاول حاتم التقديم في عددٍ كبير من الشركات والبنوك ووظائف المحاسبة والإدارة لكنه لم يفلح.
ذلك الذي قاد به تدريجياً إلى بحر الاكتئاب العميق الذي لا يوجد على شاطئه خفر السواحل ولا قوارب نجاة!
ظلَّ حاتم في هذه الحالة حتى أتى منقذه الوحيد، ذاك الشخص الذي مرَّ أمام البحر فجأة ليسمع استغاثة حاتم.
إنه مدير الموارد البشرية الخاص بإحدى الشركات يراسله بعد غياب حوالي ستة أشهر كان حاتم على وشك الغرق فيها!
مدير الموارد البشرية: أهلاً حاتم، سُررت بلقائك، سيرتك الذاتية تتحدث عنك ببراعة شديدة، أخبرني عن نفسك؟
حاتم (بعد أن أخبره عن نفسه وقدراته الرائعة): لقد كنت على وشك اليأس والاكتئاب بسبب عدم التوفيق في أي وظيفة، لكنك أتيت لتنقذ ما بقي من الأمل داخل قلبي.
مدير الموارد البشرية: دعني أخبرك يا حاتم شيئاً عن أمر الاكتئاب خصيصاً…
إن الاكتئاب شبح كبير يحيط بنا من كل اتجاه، سأشرح لك الآن أسبابه وكيف تتعامل معه…
أسباب الاكتئاب
ترجع أسباب الاكتئاب إلى عدة عوامل، مثل:
· العوامل الوراثية، مثل: إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب.
· العوامل البيئية، مثل: التعرض لصدمةٍ قاسية كفقدان شخصٍ عزيز.
· العوامل الاجتماعية، مثل: فقدان الوظيفة أو الطلاق.
بل توجد أسبابٌ أكثر من ذلك بكثير إن بدأنا في سردها فلن نتوقف، هذا بسبب زحمة الحياة وتكدسها بالمشاكل والضغوطات والآلام.
كيف تتعامل مع الاكتئاب
الآن -وقد دخلت هذه الدائرة- فلتعلم جيداً أن نهايتها مؤلمة، لذلك يجب أن تحاول قدر طاقتك أن تُخرج نفسك من دائرة الاكتئاب.
إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك على الخروج من الاكتئاب:
ضع حلاً للمشكلة القائمة
إذا كنت تعاني الاكتئاب بسبب وجود بعض المشاكل في حياتك، فحاول أن تضع حلولاً جذرية لها حتى لا تتفاقم أو تؤثر عليك سلباً لوقتٍ طويل.
حاول ممارسة التمارين الرياضية
إن الرياضة تساعد الجسم على إفراز بعض المواد الكيميائية والهرمونات التي من شأنها أن تحسن الحالة المزاجية.
هذا بالإضافة إلى أنها تعطي الجسد قوةً، وتعطي النفس الثقة والإعجاب.
مارس تمارين الاسترخاء
إن ممارسة تمارين الاسترخاء، مثل: تمارين اليوجا والتأمل لها أثر كبير في تهدئة الأعصاب والشعور بالهدوء والسكينة وصفاء الذهن.
حاول أن تمارس هذه التمارين بشكلٍ منتظم حتى تحافظ على هدوء أعصابك.
تنزَّه مع أصدقائك المقربين
إن الأصدقاء والأشخاص المقربين هم متعة الحياة وبهجتها، لذلك حاول أن تسرق من الزمن لحظات وتتنزه معهم في أماكنكم المفضلة.
يمكنكم تناول طعام الغداء سوياً أو تناول العصائر والمثلجات والذهاب إلى الحدائق والاستمتاع بمناظر الطبيعة.
استشر طبيباً نفسياً
إذا لم تُفلح محاولاتك في مساعدة نفسك على الخروج من أجواء الاكتئاب الحزينة، فيمكنك الحصول على استشارة نفسية أو الذهاب إلى الطبيب النفسي حتى يساعدك في العلاج.
ثم استمر على جلسات العلاج عندما تبدأها حتى تحصل على أكبر فائدة ممكنة.
مدير الموارد البشرية: هذه نصيحتي إليك يا حاتم، لا تجزع يا صديقي وابتهج فالحياة لازالت أمامك، أراك غداً في أول يوم عمل في شركتنا المتواضعة…
حاتم: شكراً جزيلاً لك، لن أنسى نصيحتك أبداً…
بقلم د. دنيا فايز