أسباب الثدي المتورم عند الطفل الرضيع
ما أصعب رحلة الحمل حيث تتعرض الحامل لكم هائل من التغيرات الجسدية والنفسية والهرمونية المرهقة، ولكن كل هذا التعب سرعان ما يصبح طي النسيان بمجرد النظر لذلك الكائن الرائع الذي يصبح محور اهتمام الأبوين منذ اللحظة الأول، وأي تغير قد يطرأ عليه يصبح محل قلق من قبلهما حتى لو كان امرا طبيعيا مثل الثدي المتورم عند الطفل الرضيع.
ما هو الثدي المتورم عند الطفل الرضيع ؟
يلاحظ الآباء أحيانا وجود انتفاخ أو تورم لثدي الرضيع في الأيام الأولى من ولادته، ومع ذلك فهذا أمر لا يستدعي القلق غالبا.
وعلى الرغم مما قد يبدو عليه الأمر من غرابة فإن ذلك نتاج طبيعي لما يحدث في رحم الأم من تغيرات هرمونية.
وكما تكتسب الأم العديد من التغيرات الطبيعية في جسمها أثناء الحمل وبعد الولادة فقد يختبر الجنين بعضها أيضا. ويحدث هذا الامر للرضيع أي كان نوعه سواء كان صبي أو فتاة.
ونظرا لما تحدثه هذه الهرمونات خاصة هرمون الإستروجين في تمهيد ثدي الأم للرضاعة وإنتاج اللبن اللازم لتغذية الطفل يزداد حجمه بشكل واضح خاصة قبل الولادة مباشرة.
وبالطبع مثل الكثير من الأحداث المهمة التي تحدث في جسد الأم يشاركها الجنين في تأثر أنسجة الثديين بهذه الهرمونات ليزداد حجمهما.
بل إنه في بعض الأحيان قد تخرج من حلمة الثدي لدى الرضع مادة شبيهة باللبن وهذا أمرا غير مقلق أيضا. ويختفي هذا التورم لدى الرضيع بشكل طبيعي بعد التخلص من تأثير هذه الهرمونات بعدد عدة أيام من الولادة تقريبا.
متى يصبح الثدي المتورم عند الطفل الرضيع أمرا مقلقا
على الرغم مما سبق وأشرنا له من أن الثدي المتورم عند الطفل الرضيع يعتبر امرا طبيعيا في معظم الأوقات وسرعان ما يزول مع الوقت، إلا إنه هناك بعض الأمور التي يجب الانتباه لها، والتي تشير لوجود مشاكل أو عدوى تتطلب استشارة الطبيب على الفور ومنها :
- ازدياد حجم الثديين وعدم تقلصهما مع الوقت.
- خروج دم أو إفرازات كريهة الرائحة من الحلمة.
- وجود التهاب أو احمرار في الثديين.
- تعرض الطفل لارتفاع درجة الحرارة.
وهناك بعض العادات الخاطئة التي يفعلها بعض الآباء عند التعامل مع حالات الثدي المتورم عند الرضع، ومنها الضغط على الثدي بغرض إخراج أي إفرازات به ومحاولة تصغير حجمه. وقد تؤدي هذه الأفعال إلى نتائج سلبية كحدوث التهابات شديدة بالثدي.
طريقة التعامل الصحيح مع حالة الثدي المتورم عند الرضع
كما سبق وذكرنا فإن تورم الثدي لدى الرضع غالبا ما يكون أمرا لا يستدعي القلق بل ويختفي تدريجيا مع الوقت.
وهناك بعض الأمور التي تساعد على عدم حدوث أي مضاعفات ناتجة عن هذا التورم وتساعد على التخلص منه سريعا، وأبسط هذه الأمور هو الاهتمام بنظافة الرضيع وإعطائه حماما دافئا منعشا من حين لآخر.
كذلك يجب التخلص من أي إفرازات ناتجة من الثدي المتورم لدى الرضيع وتنظيف مكانها جيدا ولكن برفق.
تغيرات أخرى تحدث للرضع
بجانب تورم الثدي عند الطفل الرضيع والذي يعد غالبا أمرا طبيعيا يختفي مع الوقت كما سبق وذكرنا، هناك أيضا بعض التغيرات الأخرى التي قد تتواجد عند الرضيع ولا تستلزم أي تدخلا طبيا وإنما أغلبها غير ضار ويختفي أيضا مع الوقت.
ومعظم هذه التغيرات أيضا ناتجة من التغيرات الهرمونية والفسيولوجية والبيئية التي يتعرض لها الجنين بالرحم أو حتى مكتسبة من طريقة الولادة أو صدمة الولادة.
ومن هذه التغيرات :
وجود تغيرات بالجلد
كم هو رائع وناعم جلد الرضع إذ أنه يمكنك استشعار مدى رقته بمجرد النظر إليه، وعلى الرغم من ذلك فهناك بعض التغيرات التي قد تحدث لبشرة الطفل والتي لا تتطلب القلق في معظم الأوقات ومنها
وجود بقع حمراء أو وردية وكذلك وجود البقع المنجولية، وبقعة أو رقعة السالمون الوردية وأيضا التهابات الحفاض.
وهناك أيضا اصفرار الجلد نتيجة الصفراء الفسيولوجية وكذلك وجود شعر زائد يغطي بعض أجزاء الجسم وتختفي معظم هذه التغيرات مع الوقت بعضها خلال أيام وبعضها يحتاج سنوات ولكن في المجمل فهي غير مؤذية.
تغيرات بالرأس
تلاحظ بعض الأمهات خاصة ممن يلدون ولادة طبيعية عدم انتظام ملمس رأس الرضيع وقد يستمر الأمر لفترة من الوقت بعض الولادة.
و يعد هذا أمرا طبيعيا نتيجة لضيق قناة الولادة التي يمر منها رأس الطفل وكذلك مرونة عظلم الجمجمة عند الولادة.
كما أن هناك جزء من الجمجمة يظل طريا لأكثر من عام وباستطاعة الأم الشعور بالأنسجة اللينة عند وضع اصبعها عليه في مقدمة الرأس وفي المؤخرة أحيانا نتيجة لعدم التحام عظام الجمجمة تماما إلا بعد فترة من الوقت.
تغيرات بالوجه
تلاحظ الأمهات أن وجه الطفل يكون منتفخا بعد الولاد مباشرة خاصة الخدين وأحيانا الجفون ومع الوقت يختفي هذا الورم تدريجيا.
كما أن بعض أجزاء الوجه مثل الأنف والأذنين قد تبدو غير منتظمة نتيجة الضغط الذي تتعرض له خلال عملية الولادة ولكنها تأخذ شكلها الطبيعي مع مرور الوقت.
تغيرات بالسرة
تعتبر السرة دليل ارتباط الجنين بالمشيمة في رحم الأم. وبعد الولادة وقطع الحبل السر يتبقى جزء صغير منه يتم ربطه ويتغير لونه إلى أن يجف تماما ويسقط بعد مرور حوالي 10- 15 يوم من الولادة أو أكثر.
ومع ذلك يجب الانتباه لتنظيفه جيدا بالكحول وعدم خروج رائحة كريهة منه أو أي افرازات لضمان عدم حدوث عدوى.
وكذلك بعض الرضع يتعرضون لما يعرف بفتق السرة والذي غالبا ما يختفي مع الوقت دون الحاجة لتدخل جراحي.
تغيرات في الوزن
غالبا ما يفقد الرضيع 3- 7% أو أكثر قليلا من وزنه عند الولادة بعد مرور عدة أيام نتيجة لفقد السوائل الزائدة عن جسمه ثم يبدأ في اكتساب وزنا جديدا مع الاهتمام بتغذيته جيدا.
تغيرات في أوضاع الجسم والحركة
غالبا ما يميل الرضع لأخذ وضعية مشابهة لوضعية الجنين في الرحم لفترة من الوقت بعد الولادة.
كما أن هناك بعض الحركات التلقائية لهم التي يجب ألا تثير قلق الأم مثل جذب للأشياء بطريقة عشوائية أو حركات فرد وضم الأطراف من حين لآخر بطريقة تلقائية وكذلك ضم أصابع اليد بقوة وغيرها.
تغيرات أخرى
هناك العديد من التغيرات الأخرى التي تلفت انتباه معظم الآباء ولكن لا يجب القلق منها غالبا مادامت تأخذ وضعها الطبيعي مع مرور الوقت
ومن هذه الحالات
- تغير حجم الأعضاء التناسلية.
- انتباه الطفل والنظر في اتجاه الصوت.
- اختلاف وقت النوم.
- عدم انتظام طريقة التنفس أحيانا.
نصائح هامة للتعامل مع الرضع
هناك بعض النصائح الهامة التي ينبغي على الأم مراعاتها عند التعامل مع الرضع والتي ينصح بها العديد من أطباء الأطفال لضمان نمو صحي وسليم للطفل
ومن هذه النصائح
- الاهتمام بتغذية الطفل بطريقة صحيحة ويعد لبن الأم أهم مصدر لذلك.
- الالتزام بمواعيد متابعة الأطفال دوريا لدى الطبيب أو كلما استعى الامر.
- الحرص على تناول الطفل للأدوية او الفيتامينات المقررة من قبل الطبيب وعدم الإفراط في ذلك دون داع.
- الاهتمام بنظافة الرضع لحمايتهم من الكثير من الأمراض.
- الاهتمام بحصول الطفل على جميع اللقاحات الضرورية في مراحل عمره المختلفة.
- متابعة أي تغيير يطرأ على الرضيع والتأكد من كونه طبيعيا واستشارة الطبيب عند اللزوم.
- متابعة تطورات الرضيع الطبيعية والمتوقعة مثل الانتباه والسمع والتركيز وغير ذلك والاطمئنان أن كل شيء على ما يرام.
- مراقبة نفس الطفل خاصة عن النوم للتأكد من عدم حدوث متلازمة موت الرضع المفاجئ أو SIDS.
- التأكد من وضع الرضيع بطريقة مناسبة وعدم وجود ما يعيق تنفسه.
- عدم الإفراط في القلق على الرضيع لعدم الوصول لنتائج عكسية.
إن إعطاء الاهتمام اللازم للرضيع منذ اللحظة الأولى مع الحرص على اتباع أساليب التربية الصحيحة في معاملته يعطى نتائج عظيمة في نموه بدنيا ونفسيا بطريقة سليمة.