أسباب ألم الرحم بعد التبويض ومتى يكون هذا الألم مقلقًا؟

ترى ما هي أشهر أسباب ألم الرحم بعد التبويض؟ ومتى يجب استشارة الطبيب على الفور؟

هل سبق لك أن شعرتي عزيزتي بألم في منطقة الحوض في إحدى الجانبين، وتساءلت عن الأسباب. هل تستطيعين التمييز إذا كان هذا العرض طبيعيًا ومرتبط فقط بالتبويض أم أنه يستدعي القلق؟

إذا كنت تبحثين عن إجابات شافية لكل هذه التساؤلات، فلتتابعي معي عزيزتي هذا المقال.

ألم الرحم والتبويض

قد تشعر كثير من السيدات بوجود ألم في أحد الجانبين في أسفل البطن قبل موعد الدورة الشهرية المعتادة بأسبوعين تقريبًا، وتتسائل ما هي أسباب ألم الرحم بعد التبويض وهل هذا الشعور طبيعيًا؟

عادة ما يكون الشعور بهذا الألم طبيعيًا ولا يستدعي القلق عند الكثير من السيدات، ولكن قد يكون هذا الألم دليل على وجود خلل يستوجب التدخل الطبي لمعرفة السبب ومعالجته.

لماذا يحدث ألم الرحم بعد التبويض؟

لم يتوصل العلماء إلى الآن للإجابة على هذا السؤال بشكل جذري، ولكننا سنعرض عليكِ عزيزتي هذه النظرية التي تحتمل الصواب:

تستغرق دورة المرأة الشهرية 28 يومًا تقريبًا عند أغلب السيدات، وتبدأ هذه الدورة بعد نزول دم الحيض؛ حيث تنمو الحويصلات التي تحتوي على البويضة داخل المبيض، هذه الحويصلات مليئة بالسوائل المغذية.

تنطلق البويضة بعد نضجها في منتصف الدورة تقريبًا -أي قبل موعد نزول الحيض بأسبوعين- وتفرز معها السائل المتواجد في الحويصلة- وبعض الدم من المبيض.

يُعتقد أن هذا السائل أو الدم -الذي يفرز مع البويضة- يهيج تجويف البطن مسببًا الشعور بالألم. يقل هذا التأثير المزعج مع الوقت عندما ينتهي إفراز البويضة أو عندما يمتص الجسم السائل أو الدم. 

لكن لا يمكننا الجزم أن هذا هو السبب الرئيسي وراء الشعور بهذا الألم، فهذه النظرية تحتاج لمزيد من الإثباتات الطبية.

كيف نتأكد أن هذا الألم مرتبط بالتبويض ولا يستدعي القلق؟

يعتمد الطبيب على بعض الدلالات والفحوصات لتحديد إذا كان هذا الألم طبيعيًا ومرتبط فقط بعملية التبويض، أم أن هناك سببًا آخر من أسباب ألم الرحم بعد التبويض التي تستدعي القلق.

تشمل هذه الدلالات والفحوصات:

توقيت حدوث الألم

عادة ما يحدث ألم الرحم بسبب التبويض في يوم التبويض فقط أي قبل موعد الدورة الشهرية المعتادة بأسبوعين (14 يومًا).

مدة حدوث الألم

عادة ما يستمر ألم الرحم بعد التبويض بشكل طبيعي لبضع دقائق أو ساعات، وعادة ما يقل مع الوقت. لكن إذا اشتد الألم واستمر أكثر من ذلك فإنه قد يكون هناك سبب آخر من أسباب ألم الرحم بعد التبويض التي تستدعي القلق.

اقرأ أيضا:  الضغط والحمل أسباب وعلاج تسمم الحمل (Pre-eclampsia)

مكان الألم

عادة ما يحدث ألم التبويض في منطقة الحوض أسفل البطن، في جانب واحد فقط تبعًا للمبيض الذي يفرز البويضة في هذا الشهر.

لكن قد تشعر بعض السيدات بألم في هذه المنطقة أيضًا لأسباب أخرى مثل: حدوث حمل خارج الرحم أو وجود تكيسات بالمبيض.

إجراء بعض الفحوصات الطبية

قد يلجأ الطبيب لإجراء بعض الفحوصات الطبية على منطقة الحوض والبطن للتأكد من عدم وجود سبب مرضي آخر للشعور بهذا الألم.

إذا وجد الطبيب في أثناء إجراء الفحوصات أي علامات تشير لوجود أي خلل، عندها قد ينصح بإجراء بعض التحاليل والأشعة على منطقة الحوض والبطن لمعرفة السبب.

أسباب ألم الرحم بعد التبويض المقلقة

قد يكون الشعور بهذا الألم المزعج نتيجةٍ لوجود خلل أو مرض يستدعي الذهاب للطبيب. ومن أشهر هذه الحالات:

تكيسات المبايض

قد تصاب بعص السيدات بتكيسات صغيرة داخل المبايض دون الشعور بأي أعراض.

لكن عند الإصابة بتكيسات المبايض الكبيرة، فقد يصاحب ذلك الشعور ببعض الأعراض مثل:

  •  التقلصات أو الألم في أسفل البطن في إحدى الجانبين.
  • الامتلاء والثقل في منطقة أسفل البطن.
  • الانتفاخات.
  • الغثيان.

ينصح في هذه الحالة بإجراء بعض الفحوصات والاختبارات الطبية مثل: الرنين المغنطيسي أو الأشعة المقطعية، لتحديد مكان التكيسات ونوعها ومدى خطورتها، لاتخاذ الإجراء المناسب. 

الإصابة بالعدوى البكتيرية 

قد تشعر بعض السيدات بالألم في منطقة الحوض نتيجةً للإصابة بالعدوى في أثناء عملية الولادة أو بعض العمليات الجراحية، أو الإصابة بعدوى المسالك البولية. 

قد تصاحب هذه الحالة بعض الأعراض الأخرى مثل: 

  • الحمى.
  • الشعور بحُرقة في أثناء التبول.
  • وجود إفرازات مهبلية رائحتها كريهة.

يجب عدم التهاون في علاج العدوى البكتيرية لأنها قد تسبب العقم إذا أهملت.

حدوث حمل خارج الرحم Ectopic pregnancy

قد يرتبط ألم أسفل البطن بحدوث حمل خارج الرحم؛ عادةً في قناة فالوب.

يعد حدوث حمل خارج الرحم من أكثر أسباب ألم الرحم بعد التبويض الحرجة التي تطلب التدخل الطبي السريع، وعادةً ما يمكن اكتشافها في الأسبوع الثامن من الحمل. لذا ينصح باستشارة الطبيب على الفور إذا كنت تعتقدين أنك حامل، وشعرت بمثل هذا الألم.

الانتباذ البطاني الرحمي Endometriosis

يحدث الانتباذ البطاني الرحمي أو بطانة الرحم المهاجرة عندما تنمو أنسجة شبيهة بالتي تنمو داخل الرحم، في مناطق أخرى خارجه، مثل: المبايض وقناة فالوب.

اقرأ أيضا:  أسباب تأخر الحمل لدي السيدات

هذه الأنسجة تنمو مثل أنسجة الرحم، ثم تتقطع وتنزف مع كل دورة شهرية، ولكنها تبقى محاصرة داخل الجسم. تتسبب هذه الحالة الشعور بألم شديد وحدوث نزيفًا حادًا في أوقات الدورة الشهرية العادية أو قبلها بأسبوعين.

قد تؤثر هذه الحالة على الخصوبة، لذا يجب الاهتمام بالعلاج والالتزام به.

الزائدة الدودية 

عادة ما يتشابه ألم الزائدة الدودية الملتهبة مع ألم التبويض العادي، ولكنه يحدث في منطقة أسفل البطن في الجانب الأيمن فقط، ويزيد عند الكحة أو الضغط على منطقة الألم.

قد تصاحب هذه الحالة بعض الأعراض الأخرى مثل:

  • الشعور بالغثيان والقيء.
  • الحمى.
  • الانتفاخات والغازات.
  • فقدان الشهية.

وجود ندبة جراحية 

قد تضغط أنسجة ندبات العمليات الجراحية التي تجرى في منطقة الحوض على المبايض، والتي تشمل عملية الولادة القيصرية و عملية إزالة الزائدة الدودية. يسبب هذا الضغط على المبايض الشعور بألم شديد في هذه المنطقة خاصةً في أثناء عملية التبويض. 

الأورام الليفية الرحمية

قد تنمو بعض الأورام الليفية داخل الرحم التي لا تتسبب عادةً في الشعور بأي أعراض وتكتشف صدفةً في كثير من الأحيان أثناء إجراء أي من الفحوصات الطبية على منطقة الحوض.

قد تصاحب هذه الحالة الشعور بالألم في منطقة الحوض أو بعض الأعراض الأخرى مثل: النزيف والشعور بالامتلاء.

عادةً، لا يستدعي نمو هذه الأورام الليفية القلق، لأنها لا تتحول إلى أورام سرطانية ولا تزيد من فرص حدوثها.

متى يجب الذهاب للطبيب؟

قد ذكرنا آنفًا أسباب ألم الرحم التي تستدعي التدخل الطبي السريع، لذا عند توفر أي من الأعراض التالي ذكرها، ينصح بسرعة التوجه للطبيب لمعرفة السبب الرئيسي لألم الرحم ومعالجته. تشمل هذه الأعراض:

  • زيادة حدة الألم وستمراره لمدة تزيد عن 24 ساعة.
  • وجود نزيف غير معتاد.
  • الشعور بألم في أثناء التبول.
  • القيء.
  • تأخر موعد الدورة الشهرية.

رسالة أخيرة

عادة ما يرتبط تكوين المرأة بالألم، فنزول الطمث يصاحبه الشعور بالألم وعملية الولادة لا تتم إلا بألم. لكن هناك ألمًا طبيعيًا وألم آخر يعد ناقوسًا للخطر.

قد يحدث ألم الرحم طبيعيًا قبل بدء الدورة الشهرية بأسبوعين بسبب التبويض، لكن انتبهي أن يكون هذا الألم نتيجةً لبعض أسباب ألم الرحم بعد التبويض المقلقة، والتي تستدعي استشارة الطبيب على الفور.

مقالات ذات صلة