نسبة الهيموجلوبين للحامل في الشهر التاسع

تعد تجربة الحمل من أروع التجارب التي يمكن أن تمر بها الأنثى على مدار حياتها على الرغم مما قد يمر عليها من تغيرات نفسية وجسمانية عديدة.

ولكن لحظة وصول هذا الكائن الرقيق إلى عالمها يجعلها لا تبالي بما مر عليها من صعوبات، وتسعى الحوامل إلى تجنب ما قد يؤذي الحمل ويضر بالجنين ويحرصن على متابعة تطورات الحمل الطبيعية  لدى الأطباء ومنها نسبة الهيموجلوبين للحامل في الشهر التاسع.

ما هو هيموجلوبين الدم وكيف يتغير مع الحمل

تنقسم كلمة هيموجلوبين في الأساس إلى مقطعين هيم والذي يرمز إلى الحديد وجلوبين وهو أحد أنواع البروتينات.

والهيموجلوبين هو أحد مكونات كرات الدم الحمراء والمسؤول عن نقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون بين خلايا الجسم المختلفة.

وبالطبع فإن وجود أي مشكلة في الهيموجلوبين أو كرات الدم الحمراء قد يؤثر على نسبة الاكسجين التي تصل لأجزاء الجسم المختلفة مما يؤدي إلى وجود مشاكل صحية.

في حالة الحمل تحدث تغيرات كبيرة في جسم الأم من ضمنها تغير نسبة الهيموجلوبين عن النسب المعتادة قبل الحمل.

ويعد ذلك أمرا طبيعيا إلى حد ما نتيجة لازدياد نسبة السوائل في جسم الحامل ومنها بلازما الدم لتستطيع إمداد الجنين بما يحتاجه من مواد في عملية نموه داخل رحم الأم.

وبالطبع هذا يؤثر على تركيز محتوى الدم من مكونات تسبح في البلازما ومنها كرات الدم الحمراء بما تحمله من هيموجلوبين.

ويؤدي ذلك بالتبعية إلى قلة تركيزكرات الدم الحمراء ومحتواها من الهيموجلوبين في الدم عن المعتاد.

وبالتالي يعد أمرا طبيعيا إلى حد ما كما سبق وأشرنا وغالبا ما يزداد الأمر مع مرور الوقت خلال فترة الحمل مما يؤدي إلى استمرار قلة تركيز كرات الدم الحمراء والهيموجلوبين خاصة في الفترات الأخيرة من الحمل.

لذا من المتوقع أن تكون نسبة الهيموجلوبين للحامل في الشهر التاسع تقل عن الطبيعي وعن النسبة التي كانت موجودة في بدايات الحمل.

نسبة الهيموجلوبين للحامل في الشهر التاسع

نتيجة للتغيرات المتوقعة في نسب كرات الدم الحمراء وكذلك الهيموجلوبين في الدم للحامل كما سبق وأشرنا يلجأ الأطباء لمتابعة تغيرات مستوى الهيموجلوبين بالدم خلال فترة الحمل.

ويعود ذلك لأهمية الأكسجين وازدياد الحاجة للحصول عليه خلال الحمل ليلبي متطلبات الجنين أيضا بالإضافة للحامل.

ويحرص الأطباء على عمل تحاليل قياس نسبة الهيموجلوبين للحامل في أشهر الحمل المختلفة.

اقرأ أيضا:  أسباب غير عادية لارتفاع ضغط الدم

ويحرص الأطباء على متابعة نسبة الهيموجلوبين للحامل في الشهر التاسع لتجنب حدوث أنيميا قد تضر بالحمل خاصة مع اقتراب الولادة.

وتختلف نسبة الهيموجلوبين الطبيعية التي يحددها كل معمل عن الآخر بصورة بسيطة أحيانا.

ويمكن أن نعطي صورة توضيحية لمتوسط نسب الهيموجلووبين الطبيعية للنساء قبل وأثناء فترة الحمل كالآتي

  • قبل الحمل تتراوح نسبة الهيموجلوبين الطبيعية بالدم من 12- 15.8 g/ dl.
  • خلال الجزء الأول من الحمل 1st trimester تتراوح نسبة الهيموجلوبين الطبيعية بالدم من 11.6- 13.9 g/dl.
  • في الجزء الثاني من الحمل 2nd trimester تتراوح نسبة الهيموجلوبين الطبيعية بالدم من 9.7- 14.8 g/dl
  • خلال الجزء الثالث من الحمل 3rd trimester تتراوح نسبة الهيموجلوبين الطبيعية بالدم من 9.5-15 g/ dl,

وعلى ذلك فإن نسبة الهيموجلوبين للحامل في الشهر التاسع لا يجب أن تقل عن 9.5 g/dl ولا يجب أن تزيد عن 15 g/ dl وإلا يمكن أن يؤدي ذلك لمشاكل في الحمل والولادة.

نقص الهيموجلوبين عن المعدل الطبيعي أثناء الحمل

كما سبق وذكرنا فإن للهيموجلوبين اهمية كبرى للجسم لنقل الأكسجين لخلاياه المختلفة وبالطبع تزداد هذه الأهمية مع الحمل لتلبية متطلبات الجنين ايضا من الأكسجين.

وبالتالي فإن وجود نقص في هيموجلوبين الحامل عن النسب المتوقعة خلال فترة الحمل قد يؤدي لعواقب غير محمودة لها و للجنين خاصة مع انخفاض نسبة الهيموجلوبين للجامل في الشهر التاسع واقتراب الوضع سواء كانت الولادة طبيعية او ولادة قيصرية.

ويرمز لنقص نسبة الهيموجلوبين بالدم بالأنيميا وهناك عدة أنواع منها مثل

  • iron deficiency anemia أنيميا نقص الحديد: نتيجة عدم وجود نسبة كافية من الحديد في دم الحامل والذي يعد مكونا أساسيا للهيموجلوبين.
  • folate deficiency anemia أنيميا نقص الفولات: وتنتج هذه الأنيميا من نقص الفولاتت بالجسم و المسئول عن إنتاج كرات الدم الحمراء التي تحمل الهيموجلوبين.
  • أنيميا نقص فيتامين vitamin B12 deficiency anemia B12: والناتجة عن قلة وجود فيتامين ب 12 بالدم والذي يساعد أيضا على إنتاج كرات الدم الحمراء بشكل صحي.

أعراض نقص الهيموجلوبين أو فقرالدم

هناك بعض الأعراض التي قد تشير إلى نقص الهيموجلوبين بالدم أو وجود أنيميا، ومنها

  • الشعور بضعف عام ودوار شديد.
  • شحوب لون البشرة والشفاه.
  • سرعة ضربات القلب.
  • ضعف الأظافر وسهولة تعرضها للكسر.
  • الشعور ببرودة دائمة في الأطراف.
  • عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
اقرأ أيضا:  الحامل ومخاطر الزائدة الدودية

مضاعفات حدوث أنيميا خلال الحمل

هناك بعض المضاعفات الصحية الخطيرة لحدوث فقر الدم شديد للحامل ومنها

  • حدوث وفاة للأم أو الجنين أثناء أو بعد الولادة.
  • حدوث ولادة مبكرة.
  • ولادة طفل أقل من الوزن الطبيعي.
  • إصابة الحامل بأعراض الذبحة الصدرية.

عوامل تساعد على رفع نسبة الهيموجلوبين للحامل

  • هناك بعض النصائح والأمور التي من شأنها المساعدة في رفع نسبة الهيموجلوبين للحامل وتجنب حدوث أنيميا ومنها
  • تناول وجبات صحية غنية بالخضراوات والفواكه الطازجة التي تحتوي على كميات وفيرة من الحديد وحمض الفوليك وكذلك فيتامينات ب المركبة وفيتامين سي وغيرها من العناصر الغذائية الهامة لصحة الحامل والجنين.
  • عدم الإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على كافيين.
  • الحرص على تناول فيتامينات الحمل بانتظام كما يصف الطبيب.

هناك بعض الحالات التي يلجأ فيها الطبيب لإعطاء الحامل بعض الأدوية الخاصة برفع نسبة الحديد بصورة أكبر في الدم في حالة الأنيميا الشديدة خاصة في الفترة الأخيرة من الحمل مثل حالات قلة نسبة الهيموجلوبين للحامل في الشهر التاسع لتجنب حدوث مضاعفات خطيرة وغالبا ما يتم ذلك وريديا وتحت الملاحظة الطبية المباشرة في المستشفيات.

ارتفاع نسبة الهيموجلوبين عن المعدل الطبيعي خلال الحمل

قد يظن البعض أن ارتفاع نسبة الهيموجلوبين في الدم عن الطبيعي خلال فترة الحمل هو أمر جيد ولكن بالعكس، فإن هذا الأمر قد يكون خطيرا على الحمل وقد يؤدي إلى مشاكل جثيمة للحامل والجنين.

ويعود ذلك إلى ان غالبية هذه الحالات تكون مصحوبة بازدياد لزوجة الدم عن المطلوب خلال فترة الحمل مما يؤدي لعدم وصول الدم للجنين بطريقة مناسبة.

ومن أسباب ارتفاع نسبة الهيموجلوبين أثناء الحمل

  • قلة وجود سوائل بالجسم وقد يصل الأمر لحدوث جفاف.
  • زيادة إنتاج كرات الدم الحمراء عن الطبيعي.
  • ارتفاع نسبة الحديد بالدم نتيجة لتناول جرعات عالية من المكملات الغذائية أو الفيتامينات التي تحتوي على الحديد.

ولا يوجد علاج واضح لارتفاع نسبة الهيموجلوبين بالدم وإنما يجب تجنب أسبابه قدر الإمكان والمتابعة الدورية لدى الطبيب والالتزام بتعليماته.

إن متابعة الحامل الدورية لدى الطبيب المختص طوال فترة الحمل والالتزام جيدا بتعليماته يساعد على مرور فترة الحمل بأمان والحفاظ على صحة وسلامة الحامل والجنين.

المصادر
medicinenet.com/ by Benjamin Wedro, MD, FACEP, FAAEMparenting.firstcry.com by Anisha Nairwebmd.com

مقالات ذات صلة