علاج البواسير الداخلية في المنزل
تعد البواسير من المشاكل الصحية كثيرة الشيوع، حيث يعاني أكثر من 50 % من الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 سنة من البواسير. وبالرغم من كونها لا تعتبر حالة طبية طارئة دائماً، فقد تكون البواسير مصدر إزعاج دائم للمريض. ولحسن الحظ، يمكن علاج معظم المرضى بدون جراحة. فكيف تتشكل البواسير الداخلية والخارجية، وهل يمكن علاج البواسير الداخلية في المنزل وكيف يمكن الوقاية من حدوثها؟
أسباب تشكل البواسير
تتشكل البواسير بسبب توسع الأوردة وانتفاخها في منطقة المستقيم أو الشرج. وتعد البواسير من أشيع أسباب النزف الشرجي. وتسمى البواسير خارجية عندما تتشكل حول فتحة الشرج، أما البواسير الداخلية فهي التي تنجم عن توسع الأوردة داخل لمعة المستقيم.
وتشمل الأسباب الشائعة لحدوث البواسير الداخلية أو الخارجية:
- اضطراب حركية الأمعاء (الإمساك المزمن، أو الإسهال المزمن).
- السمنة، يسبب الوزن الزائد زيادة الضغط على الأوردة في منطقة الشرج والمستقيم.
- كل الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع الضغط في البطن، مثل: زيادة الجهد أثناء التغوط، أو الولادة الطبيعية، أو رفع الأشياء الثقيلة، أو الإقياء، أو السعال المزمن.
- المراحل المتقدمة من الحمل، حيث يضعط الرحم المتوسع على الأورة في المنطقة الشرجية.
- اتباع نظام غذائي قليل الألياف.
أعراض الإصابة بالبواسير
يعد الألم والحكة أكثر أعراض البواسير الخارجية شيوعاً. أما بالنسبة للبواسير الداخلية يكون العرض الأشيع هو خروج قليل من الدم مع البراز.
الألم يكون أخف في البواسير الداخلية بسبب قلة عدد المستقبلات الحسية داخل المستقيم. فيما يزداد الألم الناجم عن البواسير الداخلية عند تدلي البواسير خارج فتحة الشرج أثناء التغوط.
علاج البواسير الداخلية في المنزل
بشكل عام، تتراجع معظم حالات الإصابة بالبواسير خلال أسبوع بالرعاية المناسبة في المنزل، المهم هو عدم إهمال الأعراض وبدء العلاج على الفور. ويكون الهدف من العلاج هو تخفيف الألم والأعراض الأخرى، والوقاية من اختلاطات البواسير. فيما يلي أهم طرق علاج البواسير الداخلية في المنزل وكيفية الوقاية من حدوثها.
علاج البواسير الداخلية بالأعشاب
هناك العديد من المكونات الطبيعية التي تساعد في الحد من أعراض البواسير الداخلية، وأبرز الأعشاب المستخدمة لتحقيق ذلك:
الألوفيرا
لصبار الألوفيرا العديد من الفوائد الطبية. وبسبب خواصه المهدئة والمسكنة للألم، يساعد تطبيق هلام الألوفيرا موضعياً في المنطقة الشرجية على تخفيف الألم والحكة الناجمة عن البواسير. يساعد كذلك تطبيق جل الألوفيرا في تنشيط الدورة الدموية فيخفف من الركودة الوريدية التي تسبب تشكل البواسير.
بالإضافة إلى ذلك، يحتوي الألوفيرا على مواد مضادة للالتهاب بشكل طبيعي، لذلك ينصح بشرب عصير الألوفيرا لتخفيف الالتهاب على جدار المستقيم. كما أنّه يساعد في تنظيم حركية الأمعاء والتخلص من الإمساك المزمن الذي يفاقم أعراض البواسير.
بذور السيليوم Psyllium
بذور السيليوم غنية بالألياف القابلة للذوبان، لذلك يمكن استخدامها كملين لعلاج الإمساك كونها تزيد الكتلة البرازية وتحفظ الماء في البراز فتسهل مروره، وبالتالي تقلل من أعراض البواسير من ألم وحكة.
البابونج
البابونج من الأعشاب الفعالة جداً في علاج البواسير الداخلية، بسبب احتوائه على مواد مضادة للأكسدة تعمل على تخفيف الالتهاب في القولون والمستقيم، وتساعد في إيقاف النزف الناجم عن البواسير وتسريع الالتئام. ويمكن تحضير شاي البابونج بغلي قليل من أوراق البابونج الجافة في ليتر من الماء، وشرب كوب من هذا الشاي عدة مرات في اليوم.
زيت جوز الهند
يستخدم للتخلص من البواسير بفضل خصائصه العلاجية. يمكن استخدامه كمكمل غذائي، أو وضع القليل منه في مغاطس الماء الدافىء، أو استخظام التحاميل الحاوية على زيت جوز الهند.
علاج البواسير الداخلية بالثوم
يساعد بفضل خصائصه المضادة للأكسدة على التخلص من الجذور الحرة الضارة التي تحرض التهابات البواسير. بالإضافة إلى كونه يفيد في تخفيض ضغط الدم وبالتالي يخفف الاحتقان الوريدي المسبب للبواسير.
قد يساعدك أيضاً تناول الثوم النيء في تحسين عملية الهضم وعلاج الإمساك، أحد أكثر أسباب البواسير شيوعاً.
علاج البواسير الداخلية بالعسل
العسل من الأطعمة المعروفة بفائدتها في محاربة البكتيريا وتسريع شفاء الأنسجة المصابة، فمن الطبيعي أن يساعد في علاج البواسير. يساعد استخدام مزيج من العسل وزيت الزيتون والعكبر في تخفيف الوذمة والألم والنزف الناجم عن البواسير.
زيادة تناول الألياف
أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في الإصابة بالبواسير هو الإجهاد أثناء التبرز. زيادة تناول الألياف يمكن أن تزيد ليونة البراز، وتجعل حركات الأمعاء أسهل وبالتالي تقلل الجهد أثناء التغوط، مما يساعد في شفاء البواسير.
ينصح بتناول ما لا يقل عن عن 25-30 جرام من الألياف يومياً. يجب أن يكون حوالي ثلث ذلك من الألياف القابلة للذوبان (المواد الموجودة في الأطعمة مثل دقيق الشوفان)، وثلثين من الألياف غير القابلة للذوبان (كما هو الحال في قشور الفاكهة والخضروات الورقية). يمكنك أيضًا إضافة قشور السيليوم إلى نظامك الغذائي كمكمل للألياف. اشرب 8-10 أكواب من الماء يومياً، حتى يتمكن جسمك من مواكبة كمية الألياف التي تتناولها.
ومع ذلك، ينصح بعدم الانتقال السريع من نظام غذائي منخفض الألياف إلى نظامي غذائي غني بالألياف. لأن ذلك قد يسبب اضطرابات هضمية مزعجة. وينصح بإضافة مصادر الألياف من خضار وفواكه وبقوليات بالتدريج إلى النظام الغذائي اليومي.
مغاطس الماء الدافىء
يساعد الماء الدافىء في تقليل انتفاخ الأوردة وتوسعها في منطقة الشرج والمستقيم، وبالتالي يقلص البواسير ويخفف الألم والحكة. يمكنك أخذ ثلاث أو أربع مغاطس دافئة يومياً لتهدئة الأعراض، وينصح باستخدام المغاطس الدافئة حتى 15 دقيقة في كل مرة.
كمادات الثلج
من أشيع طرق علاج البواسير الداخلية في المنزل وأسهلها. قم بتطبيق الكمادات الباردة أو كمادات الثلج على المنطقة الشرجية لمدة 10 إلى 15 دقيقة. لأنّ الماء البارد يقبض الأوعية الدموية وبالتالي يقلل من انتفاخ البواسير ويخفف الألم. تذكر عدم وضع الثلج مباشرةً على الجلد، فقد يسبب ذلك أذيات لبشرة الجلد. احرص دائماً على لف الثلج بمنشفة أو قطعة قماش. ويمكنك تكرار تطبيق الكمادات عند الضرورة بفاصل لا يقل عن مدة 10 دقائق.
الاستلقاء
إذا أردت التخلص من الألم الناجم عن البواسير الداخلية أو الخارجية بدون استخدام أي أدوية، ما عليك سوى الاستلقاء على أريكتك لمدة نصف ساعة مع رفع ساقيك. سيخفف ذلك من الضغط على منطقة الشرج والمستقيم، ويحسن الدوران الدموي في هذه المنطقة وبالتالي يخفف احتقان البواسير .
علاج البواسير الداخلية في المنزل بالفازلين
يمكن أن يهدىء استخدام الفازلين من الألم والحكة في منطقة الشرج. وذلك بتطبيق كمية من الفازلين،بعد تنظيف المنطقة بالماء وتجفيفها جيداً، حول فتحة الشرج وداخلها قليلاً. سيساعدك ذلك في تخفيف الضغط أثناء التغوط لأنّه يسهل الخروج.
الأدوية التي لا تحتاج وصفة طبية
يمكنك علاج البواسير باستخدام بعض الكريمات أو التحاميل التي لا تستلزم وصفة طبية، مثل Preparation H، التي توفر لك تحسناً سريعاً وتخلصك من الألم والحكة والتورم. بعض المراهم أو الكريمات تحتوي على الكورتيزون، لذلك ينصح بعدم استخدامها أكثر من أسبوع.
متى عليك استشارة الطبيب
إذا لم تشعر بتحسن بعد مضي أكثر من أسبوع من تطبيق العلاجات المنزلية السابقة، فحدد موعداً مع طبيبك. عليك أيضاً استشارة الطبيب على الفور إذا لاحظت وجود دم عند المسح بورق الحمام، أو داخل المرحاض، خاصة إذا كان عمرك أكبر من 40 سنة. سيقوم الطبيب باستبعاد الحالات الأخرى مثل التهاب القولون التقرحي، الشرخ الشرجي، أو سرطانات القولون.
وعلى الرغم من سهولة علاج البواسير، إلا أنّها قد تتسبب بحدوث مضاعفات في حالات قليلة. مثل فقر الدم الناجم عن النزف المزمن من البواسير، أو الألم الشديد الناجم عن اختناق البواسير الداخلية في فتحة الشرج. لذلك قد يكون من الضروري مراجعة الطبيب المختص لتشخيص البواسير وعلاجها باستخدام الأدوية المناسبة.
إذا لم تنجح العلاجات الدوائية، فقد يوصي الطبيب بعلاجات أخرى مثل ربط البواسير أو تخثيرها، أو استئصالها جراحياً.
طرق الوقاية من الإصابة بالبواسير
هناك مجموعة من الطرق الفعالة التي تحميك من الإصابة البواسير أو تخفف من أعراضها المزعجة مثل:
مارس الرياضة بانتظام
للوقاية من تشكل البواسير يمكن ممارسة التمارين الرياضية اليومية مثل السباحة واليوغا والمشي. لأنّ النشاط المنتظم سيخلصك من الإمساك وقد يساعدك أيضاً في إنقاص الوزن إذا كانت البواسير لديك بسبب زيادة الوزن. لكن عليك تجنب الرياضات التي تتضمن رفع الأوزان الثقيلة أو ترفع الضغط في جوف البطن. لما لها من أثر عكسي بزيادة تشكل البواسير.
انتبه لغذائك
تحدث البواسير عادة بسبب الحركة الغير منتظمة للأمعاء، لتنظيم حركية الأمعاء يجب الحرص على وجود كمية كافية من الألياف في غذائنا اليومي أو بتناول المكملات الغذائية. قد تحدث الألياف زيادة في غازات الأمعاء لكن لها دور كبير في تنظيم حركتها والوقاية من تشكل البواسير الداخلية. تكثر الألياف في كل من الخضار والفاكهة والشوفان والنخالة والبقوليات.
عليك أيضاً الابتعاد أو التقليل من تناول الأطعمة والمشروبات التي يمكن أن تهيج البواسير أو تفاقم أعراضها، مثل القهوة، الكحول، منتجات الألبان، الأطعمة الحارة أو الأطعمة كثيرة التوابل، الوجبات السريعة والمقلية، الفواكه غير الناضجة، اللحوم الحمراء، الخبز الأبيض.
اشرب كمية كافية من السوائل
للمحافظة على حركية جيدة للأمعاء يجب تناول مقدار كافي من السوائل مع النظام الغذائي الصحي. فهي تقي من الإمساك وتخفف من الضغط على أوردة المستقيم بالإضافة إلى فوائدها لكامل أجهزة الجسم.
لا تتأخر في إخراج الفضلات
عدم التأخر في إخراج الفضلات يمنع تشكل الكتل البرازية القاسية. وبذلك تخفف من الضغط الحاصل على أوردة البواسير أثناء التبرز. لذا احرص على التبرز بشكل منتظم يومياً للوقاية من تشكل البواسير والألم المرافق لها.
تجنب الضغط أثناء التغوط
الضغط على الأمعاء لإخراج الفضلات أو السعال يشكل أحد الأسباب الهامة في تشكل البواسير الداخلية. لذا يجب تجنب الضغط أثناء التغوط، واستخدم الأدوية المضادة للسعال المزمن لمنع أو الوقاية من تشكل البواسير.
ارتدي ملابس مريحة
احرص على ارتداء ملابس قطنية مريحة، وخاصة بالنسبة للملابس الداخلية، وابتعد عن ارتداء الملابس الضيقة أو المصنوعة من البوليستر. سيساعدك ذلك في الحفاظ على منطقة الشرج نظيفة وجافة. ابتعد أيضاً عن استخدام منظفات الملابس المعطرة لتخفيف التهيج والحكة.
تجنب الجلوس لفترات طويلة
الجلوس لفترات طويلة متواصلة يرفع الضغط في أوردة البواسير ويفاقم من المشكلة. لذلك احرص على أخذ فترات استراحة لممارسة بعض الحركة وتخفيف الضغط على هذه الأوردة.
حافظ على نظافة المنطقة الشرجية
للوقاية من تشكل البواسير أو تخفيف أعراضها، احرص على غسل وتنظيف منطقة الشرج عدة مرات بالماء الدافىء فقط وتجفيفها جيداً، دون استخدام الصابون أو الغسولات المعطرة لأنّها قد تسبب التهيج والحكة. استخدم أيضاً ورق الحمام البسيط وابتعد عن استخدام ورق الحمام الملون أو المعطر لأنّه قد يحتوي مواداً كيميائية تزيد الحالة سوءاً.