أعراض سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن
تعتبر الغدد اللمفاوية خلف الأذن أحد أجزاء الجهاز اللمفي المكون من عدد كبير من الغدد والأوعية اللمفية. حيث تقوم هذه الغدد بتنقية أو ترشيح سائل اللمف الذي يصل إليها من العوامل الممرضة أو الخلايا غير الطبيعية. وقد تتضخم الغدد اللمفاوية خلف الأذن أحياناً، وغالباً ما ينجم ذلك عن التعرض لعدوى ما وتتراجع تلك الضخامة خلال فترة قصيرة.
ولكن في بعض الأحيان قد تكون ضخامة الغدد اللمفاوية خلف الأذن مؤشراً لاضطراب أكثر خطورة مثل السرطان، خاصةً عندما تترافق هذه الضخامة مع أعراض أخرى مثل نقص الوزن، أو عندما تستمر لمدة طويلة دون أن تعود إلى حجمها الطبيعي. فما هي أعراض سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن وما هي أسبابه وكيف يمكن علاجه، هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.
ما هو سرطان الغدد اللمفاوية؟
سرطان الغدد اللمفاوية والذي يسمى أيضاً اللمفوما، هو سرطان ينشأ على حساب الخلايا اللمفاوية الموجودة ضمن الغدد اللمفاوية، وهي أيضاً أحد أنواع خلايا الدم البيضاء. ولسوء الحظ يمكن أن ينتشر هذا النوع من السرطانات بسرعة إلى مختلف أنسجة الجسم بشكل سريع خاصةً الكبد والعظام.
يمكن أن تحدث الإصابة بهذا النوع من السرطان في أي عمر، لكن أكثر ما يصيب المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-24 عام. وبالرغم من كونه من السرطانات سريعة الانتشار، إلا أنّه قابل للعلاج في معظم الحالات.
ما هي أنواع سرطان الغدد اللمفاوية؟
يوجد نوعين رئيسيين بسرطان الغدد اللمفاوية أو اللمفوما:
- لمفوما لاهودجكن: وهو النمط الأكثر شيوعاً لسرطان الغدد اللمفاوية، وعادةً ينشأ هذا السرطان على حساب الخلايا اللمفاوية البائية والتائية الموجودة في الغدد اللمفاوية أوالأنسجة اللمفاوية. الأخرى.
- لمفوما هودجكن: أقل شيوعاً من النمط السابق، ويتميز بوجود خلايا لمفاوية بائية كبيرة الحجم. وعادةً ما تصيب لمفوما هودجكن مجموعة معينة من الغدد اللمفاوية وتنتقل إلى الغدد المجاورة لها بالتدريج.
بالرغم من أنّ أكثر الغدد اللمفاوية التي تصاب بالسرطان هي الغدد التي تقع تحت الإبط والغدد اللمفاوية الإربية، قد ينتشر السرطان أيضاً في الغدد اللمفاوية خلف الأذن وخاصةً في المراحل المتقدمة منه.
أعراض سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن
في كثير من الأحيان قد لا توجد أعراض سرطان خلف الأذن في الغدد الليمفاوية، ويكون العرض الأكثر شيوعاً الذي يدفع أغلب المرضى لمراجعة الطبيب هو الشعور بتضخم في الغدد اللمفاوية، حيث تبدو هذه الغدد مثل عقيدات ناعمة تحت الجلد وقد تكون مؤلمة في بعض الأحيان.
وقد تتشابه أعراض سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن أحياناً مع أعراض الإصابة بالعدوى، وهذا ما يدفع العديد من المرضى للتغاضي عن هذه الأعراض وإهمال مراجعة الطبيب، حيث تشمل بعض أعراض سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن:
- الشعور بالإعياء.
- تعرق ليلي.
- حمى وقشعريرة دون وجود إصابة بااعدوى.
- سعال مستمر.
- ضيق في التنفس.
- آلام في المعدة.
- آلام في العظام.
- تضخم في الطحال.
- ظهور طفح على الجلد وحكة وخاصة في مناطق الطيّات الجلدية.
- فقدان وزن غير مفسر.
- الشعور بألم بعد شرب الكحول.
ما هي عوامل الخطر لحدوث سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن؟
في معظم الحالات لا يمكن تحديد سبب حدوث السرطان، لكن يمكن أن تزيد بعض العوامل من احتمال حدوث سرطان العدد اللمفاوية. على سبيل المثال:
- العدوى: قد تزيد بعض الإصابة ببعض أنواع العدوى من خطر حدوث السرطان وخاصةً سرطان الغدد اللمفاوية من نوع لا هودجكن مثل، فيروس إبشتاين بار (EBV)، وفيروس التهاب الكبد C، او فيروس الإيدز.
- التعرض للمواد الكيميائية والإشعاعية، مثل المبيدات الحشرية، والأسمدة والإشعاعات النووية.
- التاريخ العائلي: يزداد خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان عند وجود إصابات سابقة لدى أحد افراد العائلة.
- ضعف المناعة: الأشخاص الذين يتناولون الأدوية الكابتة للمناعة بعد زراعة الأعضاء هم أكثر عرضةً للإصابة بالسرطان.
- زيادة الوزن: تم ربط السمنة بسرطان الغدد الليمفاوية كعامل خطر محتمل، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم عامل الخطر المحتمل هذا.
سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن الثانوي أو المنتقل
يقصد بسرطان الغدد اللمفاوية الثانوي، أي أن السرطان ينشأ في منطقة ما من الجسم ثم تنفصل الخلايا السرطانية عن كتلة الورم وتصل إلى الغدد اللمفاوية عبر الأوعية اللمفاوية التي تنقل سائل اللمف. لذلك قد تصل الخلايا السرطانية الخبيثة إلى الغدد اللمفاوية خلف الأذن من سرطان موجود في المناطق المجاورة لهذا الغدد، وخاصة سرطانات الأذن وسرطان البلعوم الأنفي، وتبدأ هذه الخلايا في النمو ضمن الغدد اللمفاوية.
وتشمل أعراض سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن الثانوي الشهور بضخامة في الغدد، وتكون الغدد قاسية غير منظمة الشكل وملتصقة بالجلد يصعب تحريكها. بالإضافة إلى أعراض السرطان البدئي الذي تنتشر منه الخلايا الخبيثة.
التشخيص
عند الاشتباه بسرطان الغدد اللمفاوية يقوم الطبيب بأخذ خزعة، ويتضمن ذلك استئصال أحد العقد او الغدد المتضخمة وفحصها مجهريا لتحديد نوع السرطان الموجود. بالإضافة إلى ذلك، يقوم الأطباء أيضاً بإجراء فحوصات إضافية لتحديد انتشار السرطان أو تحديد مكان السرطان البدئي في حال الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية الثانوي، مثل التصوير الطبقي المحوسب CT، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وفحوصات الدم.
العلاج
حوالي 72 % من الاشخاص المصابون بسرطان الغدد اللمفاوية من نوع لا هودجكن، 86 % من المصابون بلمفوما هودجكن تتحسن لديهم نسبة البقاء على قيد الحياة بتلقي العلاج المناسب. ويعتمد علاج سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن على نوع السرطان والمرحلة التي وصل إليها. وبشكل عام تتضمن خيارات العلاج المتاحة عند الإصابة بسرطان الغدد اللمفاوية أو اللمفوما ما يلي:
- العلاج الكيميائي: الذي يتضمن إعطاء ادوية قوية لاستهداف الخلايا السرطانية وقتلها.
- العلاج المناعي الإشعاعي: يوفر جرعات إشعاعية عالية الطاقة مباشرة في الخلايا السرطانية والخلايا التائية لتدميرها.
- الأشعة: قد يوصي الطبيب بهذا النوع من العلاج لاستهداف وتدمير مناطق صغيرة من السرطان. يستخدم العلاج الإشعاعي جرعات مركزة من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية.
- الستيرويدات: يمكن ان يساعد حقن السترويدات في علاج سرطان الغدد الليمفاوية.
- الأدوية البيولوجية: وهي نوع من الادوية تساعد على تحفيز جهاز المناعة لمحاربة السرطان.
- ومن العلاجات المستخدمة أيضاً، العلاج بالأجسام المضادة، وزرع الخلايا الجذعية الذي يمكن أن يستخدم بعد العلاج الكيماوي والشعاعي للمساعدة في استعادة نخاع العظم التالف بتأثير الجرعات العالية من الأشعة او الأدوية الكيماوية.
- العلاج الجراحي: مثل استئصال الطحال بعد انتشار اللمفوما إليه وتضخمه.
بالنسبة للسرطان الذي ينتشر إلى الغدد اللمفاوية خلف الأذن من سرطان في المناطق المجاورة لها، غالباً ما يتم علاجه بعد معالجة السرطان البدئي بالأشعة أو بالاستئصال الجراحي لهذه الغدد.
أسباب أخرى لتضخم الغدد اللمفاوية خلف الأذن
ليس بالضرورة أن تكون كل ضخامة في الغدد اللمفاوية خلف الأذن تشير للإصابة بالسرطان، فهناك عدد كبير من الحالات التي يمكن أن تسبب ضخامة خلف الأذن مثل:
- العدوى: يمكن أن تسبب الإصابة بعدوى في الأذن أو داخل الفم او في العين حدوث تورم في الغدد اللمفاوية خلف الأذن، وتتراجع هذه الضخامة بالعلاج المناسب للعدوى.
- الحصبة الألمانية: يمكن أن تسبب الإصابة بالحصبة الألمانية تضخم أو تورم في الغدد اللمفاوية في العنق وخلف الاذن.
- الإصابة ببعض أمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة يمكن أيضاً أن يسبب ضخامة في الغدد اللمفاوية خلف الأذن.
- في بعض الأحيان يمكن ان يؤدي التعرض للرضوض أو الجروح إلى إلحاق الضرر بالغدد اللمفاوية خلف الاذن ويؤدي إلى تضخمها.
الخلاصة
برغم من قلة حدوث سرطان الغدد اللمفاوية خلف الأذن إلاّ أنّه وارد الحدوث وينبغي التنبه للأعراض والمسارعة لزيارة الطبيب على الفور خاصةً عند وجود تضخم في الغدد لأكثر من أسبوعين دون وجود إصابة بالعدوى أو مرض آخر، أو عندما تترافق ضخامة الغدد مع أعراض أخرى مثل نقص الوزن أو الألم.