أسباب تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء
تأخر الدورة الشهرية قد يكون من الأمور المقلقة للفتاة والمسببة للعديد من التساؤلات التي قد تشغل بالها حتى بدء أو حدوث الدورة الجديدة، وقد يتكرر حدوث ذلك لمرات متعددة عند الفتاة بما يسمى بالدورة غير المنتظمة، فتكون معتادة على تأخر الدورة ولا تشعر بالقلق كما الفتاة التي تمر بذلك للمرة الأولى، بالنسبة للمرأة المتزوجة فقد تشك بالحمل كسبب لتأخر الطمث، أما أسباب تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء فهي عديدة ومتنوعة وسوف نذكر أبرزها في مقالنا هذا.
يمكن اعتبار الدورة الشهرية متأخرة إذا لم تبدأ بعد مرور 30 يوماً من الدورة السابقة، وقد يكون السبب في ذلك التغير في أسلوب الحياة الذي تتبعه الفتاة أو وجود مشكلة مرضية مزمنة ما.
أسباب تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء
هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء، والتي يمكن أن تسبب تأخر نزول دم الطمث وبدء الدورة الشهرية وسوف نتحدث عن أهم وأكثر هذه الأسباب حدوثاً في الفقرات التالية.
التوتر والقلق
تبدأ استجابة الجسم لحالات التعرض للقلق والتوتر في منطقة من الدماغ تسمى تحت المهاد، والذي يمكن أن يستمر في رد الفعل لفترة من الزمن حتى مع زوال العامل أو المحيط المحرض لتوتر الفتاة.
يبدأ الدماغ في حالات التوتر والقلق بحث وتحفيز الجهاز الغدي في الجسم على إفراز مجموعة من الهرمونات، تعمل هذه الهرمونات على وضع الجسم في حالة التأهب لمواجهة أو الهرب من العامل المقلق للفتاة، ويتضمن دخول الجسم في هذه الحالة تثبيط جميع العمليات غير الضرورية فيها بما يشمل عمل الجهاز التناسلي وإيقاف عملية الإباضة بشكل مؤقت، وبالتالي يؤدي ذلك إلى تأخر في بدء الدورة الشهرية عن الموعد المعتاد لحدوثها.
ممارسة التمارين الرياضية بإفراط
يمكن أن يكون ممارسة التمارين الرياضية سبباً أيضاً في تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء، ويلاحظ ذلك غالباً لدى الفتيات اللواتي يمارسن التمارين الرياضية المتعبة لعدة ساعات يومياً، وهذا يكون بفعل حرق الجسم لسعرات حرارية أكثر من التي يتناولها في طعامه اليومي.
يترافق هذا النقص في السعرات الحرارية مع نقص في قدرة الجسم على أداء وظائفه المختلفة بالشكل السليم، مما يسبب في دوره عدم اتزان في هرمونات الجسم وبالتالي اضطراب في انتظام الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء وتأخر في حدوثها.
وقد لوحظ عودة انتظام الدورة الشهرية حالما تقلل الفتاة من الجهد المبذول أثناء ممارسة التمارين، وتنظيم كل من الوارد والمستهلك من السعرات الحرارية اليومية.
فقدان الوزن المفاجئ
يمكن أن تسبب التبدلات الكبيرة في وزن الجسم خلال وقت قصير من الزمن اضطرابات واضحة في انتظام الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء، فالخسارة المفرطة في دهون الجسم تؤدي إلى اضطرابات ونقص في مستوى الهرمونات وبالتالي تأخر في حدوث الإباضة والدورة الشهرية.
الفتاة التي لاحظت تأخر حدوث الدورة الشهرية مرة واحدة أو عدة مرات بعد فقدانها المفاجئ لمقدار كبير من الوزن تحتاج إلى استشارة الطبيب أو اخصائي التغذية للمساعدة في تعويض حاجة جسمها من الفيتامينات، المعادن والعناصر الغذائية المتنوعة.
تناول بعض المركبات الدوائية
إذا كنت تتناولين أحد المركبات الدوائية منذ فترة قصيرة فقد يكون تأخر حدوث الدورة الشهرية أحد الأعراض الجانبية لهذه المركبات، وقد ربطت الدراسات بين اضطرابات الدورة ومستوى البرولاكتين الغير متوازن.
تغيير نظام الحياة اليومي
تغيير مكان العمل أو وقته من الصباح إلى المساء أو العكس يمكن أن يمنع الدورة الشهرية لدى الفتاة من البدء في موعدها الطبيعي، وقد وجد أن السفر بين مختلف المناطق الزمنية قد يكون له تأثير على انتظام الدورة الشهرية وعلى مجموعة من وظائف الجسم المختلفة.
الضهي المبكر
معظم النساء يبدأن سن الضهي بعمر 45-55 سنة، ولكن بعض النساء يمكن أن تظهر لديهن أعراض سن الضهي بعمر الأربعين أو قبل ذلك بما يسمى الضهي المبكر، ويعني ذلك أن عملية الإباضة تفشل بسبب خلل في وظيفة المبيض فلا يتم انتاج المقدار الكافي من هرمون الأستروجين وبالتالي تتأخر الدورة عن الحدوث في موعدها المعتاد.
الأمراض المزمنة
هناك مجموعة من الأمراض المزمنة التي يمكن أن تؤثر على انتظام عمل هرمونات الجسم وبالتالي تأخر حدوث الدورة الشهرية مثل الداء الكسري والداء الزلاقي، فالتغيرات المستمرة في مستويات السكر في الدم وعدم القدرة على ضبطها تسبب عدم انتظام في الدورة، بينما الداء الزلاقي يحدث التهاباً في الأمعاء الدقيقة ليمنع امتصاص العناصر الغذائية الهامة للجسم وبالتالي تأخر الدورة الشهرية أيضاً.
أمراض الغدة الدرقية
تعمل الغدة الدرقية على إفراز الهرمونات التي تنظم عملية الاستقلاب في الجسم، وعندما يكون هناك اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية بما يسمى بقصور الغدة الدرقية والذي يتصف بإفراز ناقص للهرمونات، أو ما يسمى فرط نشاط الغدة الدرقية وزيادة إفراز الهرمونات الدرقية. فإن الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء قد تتأثر وتفقد انتظامها المعتاد بتأخرها عن الدورة السابقة بأكثر من 30 يوماً.
ومما يثير الشك بوجود اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية كسبب لتأخر الدورة الشهرية عند الفتاة هو ظهور بعض الأعراض التالية:
- التعب والإرهاق المستمر لمدة طويلة من الزمن.
- فقدان الشعر وضعف بنيته.
- فقدان أو اكتساب وزن غير معروف السبب.
- دائماً ما يشعر المريض أما بالبرودة أو الحرارة المستمرة.
السمنة ومتلازمة المبيض عديد الكيسات
تعتبر السمنة والوزن الزائد في الجسم كما في فقدان الوزن من أسباب تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء، وقد يكون ترافق السمنة باضطرابات الدورة الشهرية مؤشراً على إصابة الفتاة بحالة مرضية ما مثل متلازمة المبيض عديد الكيسات، لذا يلزم إجراء ما يلزم من تحاليل وفحوصات لتأكيد التشخيص، مثل إجراء التحاليل الدموية وتصوير الأمواج فوق الصوتية لفحص المبيضين والتأكد من سلامتهما.
تترافق هذه المتلازمة بمجموعة من الأعراض التي يمكن أن تساعد في التشخيص مثل:
- زيادة في الوزن.
- شعر زائد على الوجه، الظهر والأفخاذ.
- بقع وبثور جلدية.
- صعوبة في النوم.
كيف يمكن تحريض بداية الدورة الشهرية بأسرع وقت؟
هناك مجموعة من الطرق الطبيعية التي يمكن أن تساعد بدء الدورة الشهرية عند تأخرها عن الموعد المعتاد بسبب أحد الحالات أو العوامل سابقة الذكر، ومن هذه الطرق نذكر الأمثلة التالية:
الفيتامين C
يمكن أن يساعد الفيتامين C في تحريض بدء الدورة الشهرية لدى الفتاة التي تعاني من تأخر الدورة، حيث يعتقد أن الفيتامين C يرفع مستوى هرمون الاستروجين ويخفض مستو هرمون البروجسترون، وهذا يساعد بدوره على تقلص عضلة الرحم وانسلاخ مخاطيتها وحدوث الطمث، ويمكن الحصول على مقادير عالية من الفيتامين C بتناول الأطعمة الغنية به مثل كل من الفاكهة، البروكلي، السبانخ والطماطم وغيرها.
الأناناس
يعد الأناناس من المصادر الغنية بالبرومالين، وهو إنزيم يعمل على التأثير على مستويات هرمون الأستروجين وغيره، يساعد هذا الإنزيم أيضاً على التقليل من حدوث الالتهاب مما قد يساعد في تنظيم الدورة الشهرية ومنع تأخرها.
الكمادات والحمام الساخن
يمكن أن يساعد الاستحمام بالماء الساخن على إرخاء العضلات وتهدئة مشاعر التوتر والقلق وبالتالي تحريض بدء الدورة الشهرية ، يمكنك تجربة إضافة بعض الزيوت الطبيعية وتطبيق الكمادات الساخنة على منطقة أسفل البطن،
الراحة
يمكن أن يكون التوتر هو السبب في تأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء، لذا فإن الحل الأمثل هو الاسترخاء وأخذ ما يكفي من الراحة، وحيث أن أسباب التوتر تختلف بين شخص وآخر فإن طرق الراحة تختلف بينهم بين ما يلي:
- قضاء وقت أكثر مع الأصدقاء والعائلة.
- ممارسة بعض الهوايات المحببة.
- استخدام بعض العلاجات الدوائية أو النفسية.
- التخفيف من ساعات العمل.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
دائماً ما يجب الانتباه لأي تغير في الدورة الشهرية وانتظام مواعيدها كما في حدوث أي أعراض مرضية أخرى، وحيث أن هناك مجموعة من الأسباب المتنوعة لتأخر الدورة الشهرية عند الفتاة العذراء فإنه يجب مراجعة الطبيب عند المرور بأي من الأعراض والعلامات التالية:
- ارتفاع في درجة الحرارة والحمي.
- النزف الغزير المستمر لأكثر من سبعة أيام.
- الغثيان والتقيؤ الشديد.
- الألم الشديد غير المحمول.