رتق المريء ( انسداد المريء الخلقي )

رتق المريء “انسداد المريء الخلقي” عيب ولادي (شذوذ خلقي)، حيث يقصر طول المريء، وهو الأنبوب الذي يربط الفم بالمعدة، وينغلق (النهاية الهامدة) في نقطةٍ ما في امتداده. يحدث هذا العيب دائماً تقريباً بالترافق مع وجود الناسور الرٌغامي، وهي حالةٌ يرتبط من خلالها المريء بشكل غير صحيح بالرغامي، وهي القصبة الهوائية التي تحمل الهواء إلى الرئتين. يعتقد الأطباء أن هذه العيوب تحدث في حوالي الأسبوع الرابع من الحمل عندما يتشكل الجهاز الهضمي.

أسباب رتق المريء :

يُعد رتق المريء عيباً خلقياً، ما يعني أنه يحدث قبل الولادة. هناك أنواعٌ عديدةٌ من رتق المريء. وفي معظم الحالات، لا ترتبط نهاية المريء الأعلى مع المريء السفلي والمعدة. عندما يرتبط الطرف العُلوي للمريء السُفلي بالقصبة الهوائية حينها تُدعى هذه الحالة بالناسور الرٌغامي سيُعاني الرٌضع المُصابون بالناسور الرُغامي من مشاكل أخرى أيضاً، كاضطرابات القلب أو اضطرابات جهاز هضمي أخرى.

تنطوي الأنواع الأخرى من رتق المريء على تضيٌق المريء، وقد تكون مُرتبطةً أيضاً بغيرها من عيوب الولادة.

يحدث رتق المريء في حوالي 1 من كل 4,000 ولادة.

من الأطفال الرٌضع الذين يتطور لديهم الناسور الرٌغامي أو رتق المريء؟

يعتقد الأطباء أن هاتان الحالتان غير وراثيَتين. ومع ذلك، فغالباً ما يتم رُؤيتهما عندما يُعاني الطفلُ من عيوبٍ ولاديةٍ أخرى، مثل:

• تثلٌث الصبغي 13، أو 18، أو 21
• مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى ( كالفتق الحجابي، أو رتق الإثني عشري، أو رتق الشرج).
• مشاكل القلب (مثل عيب الحاجز البُطيني، أو رُباعية فالو، أو القناة الشريانية السالكة).
• مشاكل الكلية والجهاز البولي ( مثل كلية حدوة الحصان أو الكلية متعددة الكيسات، أو الكلية الغائبة، أو المبال التحتاني).
• مشاكل العضلات أو الهيكل العظمي.
• متلازمة فاكتيرل VACTERL syndrome ( والتي تتضمن الناسور الفقري، أو الشرجي، أو القلبي، أو القصبي المريئي، أو تشوهات الجهاز البولي والأطراف)

يُعاني ما يصل الى نصف جميع الأطفال المُصابين بالناسور الرٌغامي أو رتق المريء من عيبٍ خلقيٍ آخر.

ما هي أعراض الناسور الرٌغامي أو رتق المريء ؟

عادةً ما نلاحظ أعراض الناسور الرُغامي أو رتق المريء في وقتٍ قريبٍ جداً بعد الولادة. وتعد الأعراض الواردة أدناه الأكثر شيوعاً للناسور الرُغامي أو رتق المريء. ومع ذلك، قد يُواجه كل طفلٍ الأعراض:

• فقاعات مُزبدةً، وبيضاء في الفم.
• السعال أو الاختناق عند إرضاع الطفل.
• القيء.
• تلون الجلد باللون الأزق، وخصوصاً عندما يرضع الطفل.
• صعوبة التنفس.
• بطنٌ دائري ومُمتلىء جد.اً

ربما تكون التشوهات الخلقية الأخرى موجودةً، كتلك التي تم ذكرها في القسم السابق.

قد تُماثل أعراض الناسور الرُغامي أو رتق المريء حالاتٍ أو مشاكل طبيةٍ أخرى. يُرجى استشارة طبيب الطفل لإجراء التشخيص.

تشخيص رتق المريء :

عندما يشتبه الطبيب برتق المريء بعد أن يتم ظهور الحالة مع الأعراض النموذجية، فعادةً ما يبدأ بالتشخيص من خلال تمرير قثطار بلطفٍ عبر الأنف وإلى المريء. يعرف الطبيب وجود رتق المريء إذا توقفت القثطار في الكيس الأعور، الأمر الذي يُشير إلى ارتطامه بانسدادٍ ما. في حال وجود رتق المريء سيتوقف القثطار عادةً على بُعد 10-12 سم من فتحة الأنف. قد يكشف الفحص بالأشعة السينية المُحسنة بالباريوم عن وجود كيس المريء المُتوسع، والذي أصبح أكبر بسبب تجمّع السائل الأمينوسي الذي يُحيط بالجنين في الكيس.

قد يضغط المريء المُتضخم أيضاً أثناء نمو الجنين على القصبة الهوائية ويعمل على تضييقها، وهي حالةٌ في الجنين قد تُساهم في تطور الناسور. قد يُؤكد وجود الهواء في المعدة على وجود الناسور، وينفي وجود الغاز في الأمعاء الغليظة من وجود رتق الأمعاء (الإثناعشري). سيُجري الطبيب أيضاً فحصاً طبياً شاملاً، باحثاً عن حالاتٍ أخرى من الشذوذ الخلقي والتي تشتهر بمرافقتها لرتق المريء و ناسور الرٌغامي. رُبما يفحص الطبيب بالأشعة السينية للصدر للبحث عن تشوهات الهيكل العظمي والقلب. بالإضافة إلى الأشعة السينية للبطن والتي تبحث عن الانسدادات والتشوهات المعوية. وقد يُجري الطبيب مخططاً لصدى القلب لتقييم وظيفة القلب ومسحاً بالموجات فوق الصوتية للكلى لتقييم وظيفة الكلى.

علاج رتق المريء والناسور الرُغامي

ستتم رعاية الطفل في حضانة العناية المركزة من قبل الأطباء والممرضين المُدربين تدريباً خاصاً. وفي حال وجود الناسور الرغامي، فيجب أن يتم إغلاقه جراحياً بعد الولادة مباشرةً. وأثناء إغلاق الناسور، إذا كانت الفجوة بين نهايتي المريء صغيرةً، فسيتم مخيطهما معاً وسيتم إصلاح رتق المريء. وتُدعى هذه الطريقة بالإصلاح الأساسي. وإذا كان الكيسين العلوي والسفلي مُتباعدين جداً لجمعهما، فسيتم إغلاق الناسور فقط وربما يتم تأخير إصلاح المريء. إذا كانت الفجوة واسعةً جداً، فيُمكن أن يُقدم الطبيب طريقةً بديلةً عن الإصلاح الجراحي لرتق المريء. وسيتم مناقشتها مع والدي الطفل من قبل جراَح الأطفال.

يُمكن للعاب أن يتجمع في الكيس العلوي قبل أن يتم إصلاح المريء، وقد يتسرب إلى الرئتين. الأمر الذي ربما يؤدي إلى الاختناق. ولمنع حدوث الإختناق، يتم تمرير أنبوب صغيرا متصلاً بماصةٍ عبر الفم إلى الكيس العلوي لمنع التفريغ المُستمر للعاب.

بعد الجراحة

يظل الطفل بعد الجراحة في وحدة العناية المُركزة ويوضع في الحاضنة. وقد يحتاج الطفل أيضاً إلى :

• المُضادات الحيوية.
• آلة تساعده على التنفس (المِنفسة).
• أنبوبٍ إلى داخل صدره لتصريف السوائل أو الهواء التي قد تُحتجز هناك.
• الأكسجين.
• أدوية تسكين الألم.

يغذى الطفل في البداية عن طريق الوريد، ولكن ينبغي على الأهل أن يكونوا قادرين على تغذيته بعد أيامٍ قليلةٍ باستخدام أنبوب التغذية المُمرر إلى معدته من خلال أنفه.